تسجيل الدخول

استمتع بمزايا موقعنا

تسجيل الدخول
اخبار عاجلة

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3
اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله
اضغط لتقييم الموضوع
[Total: 1 Average: 5]

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3

الفصل السابع‏:‏ فـي صفـة الحـج

ولا ينبغي ترك هذا الوقوف فتضيع السنة، فإن السنة كلما أُضيعت كان فعلها
أوكد لحصول فضيلة العمل ونَشِر السنة بين الناس‏.‏

والرمي في هذه الأيام ـ أعني أيام التشريق ـ لا يجوز إلا بعد زوال الشمس؛ لأن
النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لم يَرمِ إلا بعد الزوال، وقد قال‏:‏ ‏(‏لتأخذوا عني مناسككم‏)‏‏:‏
فعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏رمى النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ الجمرة يوم النحر ضُحىً،
وأما بعد فإذا زالت الشمس‏)‏ رواه مسلم‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3

وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون‏.‏

ففي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما سُئل‏:‏ متى أرمي الجمار‏؟‏
قال‏:‏ كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا‏.‏

وإذا رمى الجمارَ في اليوم الثاني عشر فقد انتهى من واجب الحج فهو بالخيار إن شاء
بقي في منى لليوم الثالث عشر ورمى الجمار بعد الزوال، وإن شاء نفر منها لقوله
تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ
اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 203‏]‏‏.‏

والتأخرُ أفضلُ لأنه فعلُ النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ولأنه أكثر عملًا حيث يحصل له
المبيت ليلة الثالث عشر، ورمي الجمار من يومه‏.‏

لكن إذا غربت الشمس في اليوم الثاني عشر قبل نفره من منى فلا يتعجل حينئذٍ لأن الله
سبحانه قال‏:‏ ‏{‏فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ
اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 203‏]‏‏.‏ فقيّد التعجل في اليومين، ولم يُطلق فإذا
انتهت اليومان فقد انتهى وقتُ التعجل، واليوم ينتهي بغروب شمسه‏.‏

وفي ‏”‏الموطأ‏”‏ عن نافع أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول‏:‏ من غَرَبت له الشمس
من أواسط أيام التشريق وهو بمنى فلا يَنفر حتى يرمي الجمار من الغد، لكن إذا كان تأخره إلى
الغروب بغير اختياره مثل أن يتأهب للنفر ويشد رحله فيتأخر خروجه من منى بسبب زحام
السيارات أو نحو ذلك فإنه ينفرُ ولا شيء عليه ولو غربت الشمس قبل أن يخرج من منى‏.‏

الاستنابة في الرمي‏:‏

رمي الجمار نسك من مناسك الحج، وجزءٌ من أجزائه، فيجب على الحاج أن يقومَ به بنفسه إن
استطاع إلى ذلك سبيلًا، سواءٌ كان حجه فريضة أم نافلة، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ
مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ
بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا
رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ
أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 196‏]‏‏.‏

فالحج والعمرة إذا دخل فيهما الإنسان وجب عليه إتمامهما وإن كانا نفلًا‏.‏ ولا يجوز للحاج أن يُوكل
مَنْ يرمي عنه إلا إذا كان عاجزًا عن الرمي بنفسه لمرضٍ أو كِبَر أو صِغَر أو نحوها، فيوكّل من يثق
بعلمه ودينه فيرمي عنه سواء لقَطَ المُوَكل الحصا وسلمها للوكيل، أو لقطها الوكيلُ ورمى بها
عن موكله‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3

وكيفية الرمي في الوكالة أن يَرمي الوكيل عن نفسه أولًا سبعَ حَصيات، ثم يَرمي عن موكله بعد
ذلك، فَيُعينه بالنيةِ‏.‏

ولا بأس أن يَرمي عن نفسه وعمن وكله في موقفٍ واحدٍ، فلا يلزمه أن يكمل الثلاث عن نفسه،
ثم يرجع عن موكله، لعدم الدليل على وجوب ذلك‏.‏

طواف الوداع‏:‏

إذا نَفَرَ الحاج من منى وانتهت جميع أعمال الحج، وأراد السفر إلى بلده فإنه لا يخرجُ حتى يطوف
بالبيت للوداع سبعةَ أشواط، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ طاف للوداع وكان قد قال‏:‏
‏(‏لتأخذوا عني مناسككم‏)‏‏.‏

ويجبُ أن يكون هذا الطوافُ آخر شيء يفعلهُ بمكة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ‏
(‏كان الناس ينصرفون في كلِّ وجهٍ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏:‏
‏(‏لا ينفرنِّ أحدٌ حتى يكون آخرَ عهده بالبيت‏)‏ رواه مسلم‏.‏

فلا يجوز البقاء بعده بمكة، ولا التشاغل بشيء إلا ما يتعلق بأغراض السفر وحوائجه؛ كشد
الرحل وانتظار الرفقة، أو انتظار السيارة، إذا كان قد وَعَدَهم صَاحبها في وقتٍ معين
فتأخر عنه، ونحو ذلك‏.‏

فإن أقام لغير ما ذُكر وَجَبَ عليه إعادة الطواف ليكون آخرَ عهده بالبيتِ‏.‏

ولا يجب طواف الوداع على الحائض والنُّفساء لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:
‏ ‏(‏أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض‏)‏ متفق عليه‏.‏

وفي ‏”‏صحيح مسلم‏”‏ عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ حاضت صفية بنت حُيَيّ بعدما أفاضت،
قالت عائشة‏:‏ فَذَكرت حَيضتها لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فقال‏:‏ ‏(‏أحابستنا هي‏؟‏‏)‏ فقلت‏:‏
يا رسول الله إنها قد كانت أفاضَت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة، فقال النبي ـ صلى
الله عليه وسلّم ـ ‏:‏ ‏(‏فَلتنفر‏)‏‏.‏ والنفساء كالحائض لأن الطواف لا يصح منها‏.‏

مجمل أعمال الحج

عمل اليوم الأول وهو اليوم الثامن‏:‏

1 ـ يُحرمُ بالحج من مكانه فيغتسل ويتطيب ويلبس ثيابَ الإحرام ويقول‏:‏ لبَّيْك حجًا، لبيك اللهم
لبيك، لبَّيْك لا شريك لك لبَّيْك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك‏.‏

2 ـ يتوجه إلى منى فيبقى فيها إلى طُلوعِ الشمسِ في اليوم التاسع، ويُصلي فيها الظهر من
اليوم الثامن، والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها، ويقصُر الرباعية‏.‏

عمل اليوم الثاني وهو اليوم التاسع‏:‏

1 ـ يتوجه بعد طلوع الشمس إلى عرفة، ويُصلي الظهر والعصر قصرًا وجمعَ تقديمٍ، وينزل
قبل الزوال بنمرة إن تيسر له‏.‏

2 ـ يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء مستقبل القبلةِ رافعًا يديه إلى غُروب الشمس‏.‏

3 ـ يتوجه بعد غروب الشمس إلى مُزدلفة فَيُصلي فيها المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين، ويبيتُ
فيها حتى يطلع الفجر‏.‏

4 ـ يُصلي الفجر بعد طلوع الفجر، ثم يتفرغ للذكر والدعاء حتى يُسفرَ جدًا‏.‏

5 ـ يتوجه قبل طلوع الشمس إلى منى‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-3

عمل اليوم الثالث وهو يوم العيد‏:‏

1 ـ إذا وصل إلى منى، ذهب إلى جمرة العقبة، فرماها بسبع حَصَياتٍ مُتعاقبات، واحدةً بعد
الأخرى، يكبر مع كل حصاة‏.‏

2 ـ يذبحُ هَديه إن كان له هديٌ‏.‏

3 ـ يحلق رأسه أو يُقصره‏.‏ ويتحلل بذلك التحلُّلَ الأولَ فيلبس ثيابه ويتطيب وتحِلُّ له جميع
محظورات الإحرام سوى النساء‏.‏

4 ـ ينزل إلى مكة فيطوف بالبيت طواف الإفاضة، وهو طوافُ الحج، ويسعى بين الصفا والمروة
للحج، إن كان متمتعًا، وكذلك إن كان غير متمتع ولم يكن سعى مع طواف القدوم‏.‏

وبهذا يَحل التحلل الثاني، ويَحل له جميع محظورات الإحرام حتى النساء‏.‏

5 ـ يرجع إلى منى فيبيت فيها ليلة الحادي عشر‏.‏

عمل اليوم الرابع وهو الحادي عشر‏:‏

1 ـ يَرمي الجمرات الثلاث، الأولى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات
يُكبر مع كل حصاة، يرميهن بعد الزوال ولا يجوز قبله‏.‏ ويلاحظ الوقوف للدعاء بعد الجمرة الأولى والوسطى‏.‏

2 ـ يبيت في منى ليلة الثاني عشر‏.‏

عمل اليوم الخامس وهو الثاني عشر‏:‏

1 ـ يرمي الجمرات الثلاث كما رماهُنَّ في اليوم الرابع‏.‏

2 ـ ينفر من منى قبل غروب الشمس إن أراد التعجل، أو يبيت فيها إن أراد التأخر‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-2

عمل اليوم السادس وهو الثالث عشر‏:‏

هذا اليوم خاص بمن تأخر ويعمل فيه‏:‏

1 ـ يرمي الجمرات الثلاث كما سبق في اليومين قَبلَه‏.‏

2 ـ يَنفر من منى بعد ذلك‏.‏

وآخر الأعمال طواف الوداع عند سفره، والله أعلم‏.‏

 

اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله

إرسال تعليقك عن طريق :

    إبدأ بكتابة تعليقك الآن !

تصميم و برمجة YourColor