تسجيل الدخول

استمتع بمزايا موقعنا

تسجيل الدخول
اخبار عاجلة

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1
اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله
اضغط لتقييم الموضوع
[Total: 1 Average: 5]

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1

الفصل السابع‏:‏ فـي صفـة الحـج

الإحرامُ بالحجّ‏:‏ إذا كان ضُحى يومِ التروية ـ وهو اليومُ الثامنُ من ذي الحجة
ـ أحرم من يريد الحجَّ بالحجِّ من مكانه الذي هو نازلٌ فيه‏.‏

ولا يُسَنّ أن يذهبَ إلى المسجد الحرام أو غيره من المساجد فَيُحرم منه، لأن
ذلك لم يرد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ولا عن أصحابه فيما نعلم‏.‏

ففي ‏”‏الصحيحين‏”‏ من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه
وسلّم ـ قال لهم‏:‏ ‏(‏أقيموا حلالًا حتى إذا كان يومُ التروية فأهلوا بالحج‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏)‏‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1

ولمسلمٍ عنه رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏أمرنا رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لما
أحللنا أن نُحرِم إذا توجهنا إلى منى فأهللنا من الأبطح‏)‏ وإنما أهلوا من الأبطح
لأنه مكان نزولهم‏.‏

ويفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة، فيغتسل ويتطيب ويصلي
سنة الوضوء، ويُهل بالحج بعدها، وصفة الإهلال والتلبية بالحج كصفتهما في العمرة،
إلا أنه في الحج يقول‏:‏ لبيك حجًا، بدل‏:‏ لبيك عمرة، ويشترطُ أن مَحلِّي حيث حبستني،
إن كان خائفًا من عائق يمنعه من إتمام نسكه، وإلا فلا يشترط‏.‏

الخروج إلى منى‏:‏

ثم يخرج إلى منى فيُصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا من غير
جمع؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فعل كذلك‏.‏

وفي ‏”‏صحيح مسلم‏”‏ عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏فلما كان يوم التروية توجهوا إلى
منى فأهلوا بالحج وركب النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فصلى بها الظهر والعصر
والمغرب والعشاء والفجر‏)‏‏.‏

وفي ‏”‏صحيح البخاري‏”‏ من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ صلى رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلّم ـ بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صَدْرًا من خلافته، ولم يكن ـ
صلى الله عليه وسلّم ـ يجمع في منى بين الصلاتين في الظهر والعصر، أو المغرب
والعشاء، ولو فعل ذلك لنُقلَ كما نُقل جمعه في عرفة ومزدلفة‏.‏

ويقصر أهل مكة وغيرهم بمنى وعرفة ومزدلفة، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كان
يُصلي بالناس في حجة الوداع في هذه المشاعر ومعه أهل مكة، ولم يأمرهم بالإتمام،
ولو كان الإتمام واجبًا عليهم لأمرهم به كما أمرهم به عام الفتح حين قال لهم‏:‏ ‏
(‏أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر‏)‏‏.‏

لكن حيث امتد عمران مكة فشمل منى وصارت كأنها حي من أحيائها فإن أهل مكة لا يقصرون فيها‏.‏

الوقوف بعرفة‏:‏

فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سارَ من منى إلى عرفة فنزل بنَمِرَة إلى الزوال إن تَيسر له،
وإلا فلا حرج عليه؛ لأن النزول بنمرة سنةٌ لا واجب‏.‏

فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين، يجمع بينهما جمعَ تقديم كما فعل رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

ففي ‏”‏صحيح مسلم‏”‏ من حديث جابر رضي الله عنه قال‏:‏ وأمر ـ يعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم
ـ بقُبة من شعر تُضرب له بنمرة، فسار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حتى أتى عرفة فوجد القبة قد
ضُربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرُحِلَت له فأتى بطن الوادي فخطب
الناس، ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا‏.‏

ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه
واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غَرَبت الشمسُ ‏”‏الحديث‏”‏‏.‏

والقصر والجمع في عرفة لأهل مكة وغيرهم‏.‏

وإنما كان الجمع جمع تقديم ليتفرغ الناس للدعاء، ويجتمعوا على إمامهم، ثم يتفرقوا على منازلهم، فالسنة
للحاج أن يتفرغ في آخر يوم عرفة للدعاء والذكر والقراءة ويحرص على الأذكار والأدعية الواردة عن النبي ـ
صلى الله عليه وسلّم ـ فإنها من أجمع الأدعية وأنفعها فيقول‏:‏

ـ اللَّهُمّ لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللَّهُمّ لك صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي وإليك ربِّ مآبي
ولك رب تُراثي‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني أعوذُ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من شر ما تَجيء به الريحُ‏.‏

ـ اللَّهُمّ إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلمُ سِرّي وعلانيتي، لا يخفى عليك شيءٌ من أمري، أنا البائس
الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل
إليك إبتهال المذنب الذليل، وأدعوكَ دعاءَ من خَضَعت لك رقبته وفاضت لك عيناه، وذلّ لك جسده،
ورَغم لك أنفه‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1

ـ اللَّهُمّ لا تجعلني بدعائك ربِّ شقيًا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا يا خير المسؤولين ويا خيرَ المعطين‏.‏

ـ اللَّهُمّ اجعل في قلبي نورًا، وفي سَمعي نورًا وفي بصري نورًا‏.‏

ـ اللَّهُمّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللَّهُمّ إني أعوذ بك من شرِّ ما يلج في الليل، وشَرِّ ما يلجُ
في النهار، وشرِّ ما تهبُّ به الرياحُ، وشرِّ بوائق الدهر‏.‏

ـ اللَّهُمّ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقِنا عذابَ النار‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن دَرك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتةِ الأعداء‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من الهمّ والحَزن، والعجز والكسل، والجُبن والبُخل، وضِلَعِ الدينِ وغَلبة الرجال،
وأعوذُ بك من أن أُرَدَّ إلى أرذلِ العُمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا‏.‏

ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، ومن شرِّ فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر‏.‏

ـ اللَّهُمّ اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبَرَد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من
الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب‏.‏

فالدعاء يومَ عرفة خيرُ الدعاء‏.‏

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏:‏ ‏(‏خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي‏:
‏ لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير‏)‏‏.‏

وإذا لم يُحط بالأدعية الواردة عن رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ دعا بما يعرفُ من الأدعية المباحة‏.
‏ فإذا حصل له مَللٌ، وأراد أن يستجم بالتحدث مع رفقته بالأحاديث النافعة، أو مُدارسة القرآن، أو قراءة
ما تيسر من الكُتب المفيدة، خُصوصًا ما يتعلق بكرم الله تعالى وجزيل هباته، ليقوي جانب الرجاء في
هذا اليوم، كان حَسنا ثم يعود إلى الدعاء والتضرع إلى الله، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء‏.‏

وينبغي أن يكون حال الدعاء مستقبلًا القبلة، وإن كان الجبل خلفه أو يمينه أو شماله، لأن السنة استقبال
القبلة، ويرفع يديه، فإن كان في إحداهما مانعٌ رفع السليمة، لحديث أُسامة بن زيد رضي الله عنه قال‏:‏
‏(‏كنت رِدفَ النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بعرفات فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خِطامها
فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافعٌ الأخرى‏)‏ رواه النسائي‏.‏

ويُظهر الافتقار والحاجة إلى الله عز وجل، ويُلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة‏.‏

ولا يعتدي في دعائه بأن يسأل ما لا يجوز شرعًا، أو ما لا يُمكن قَدَرًا، فقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا
وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 55‏]‏‏.‏ وليتجنب أكل الحرام فإنه من أكبر موانع الإجابة، ففي ‏(‏صحيح
مسلم‏)‏ من حديث أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال‏:‏ ‏(‏إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏)‏‏.‏
وفيه، ‏(‏ثم ذكر الرجل يطيل السفرَ أشعثَ أغبر يمدُّ يديه إلى السماء‏:‏ يا رب يا رب ومطعمهُ حرامٌ، ومشربه
حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغُذي بالحرام فأنى يُستجاب لذلك‏)‏‏.‏

فقد استبعد النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ إجابة من يتغذى بالحرام ويلبس الحرام مع توفر أسباب القَبول
في حَقه وذلك لأنه يتغذى بالحرام‏.‏

وإذا تيسر له أن يقف في موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ عند الصخرات فهو أفضل، وإلا وقف فيما
تيسر له من عرفة، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال‏:‏ ‏(‏نحرتُ ههنا، ومنى كلها
منحر فانحروا في رحالكم، ووقفت ههنا وعرفة كلها موقف، ووقفت ههنا وجَمعٌ ـ يعني مزدلفة ـ كلها
موقف‏)‏ رواه أحمد ومسلم‏.‏

ويجب على الواقف بعرفة أن يتأكد من حدودها، وقد نُصبت عليها علامات يجدها من يتطلبها، فإن كثيرًا
من الحجاج يتهاونون بهذا فيقفون خارج حدود عرفة جهلًا منهم، وتقليدًا لغيرهم، وهؤلاء الذين وقفوا
خارج حدود عرفة ليس لهم حج؛ لأن الحج عرفة، لما روى عبدالرحمن بن يَعمر‏:‏ ‏(‏أن أُناسا من أهل نجد أتوا
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو واقفٌ بعرفة فسألوه فأمر مُناديًا ينادي‏:‏ الحج عرفة، من جاء ليلة
جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك أيام منى ثلاثةَ أيام، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا
إثم عليه، وأردف رجلًا ينادي بهن‏)‏ رواه الخمسة‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-2

فتجب العناية بذلك، وطلب علامات الحدود حتى يتيقن أنه داخل حدودها‏.‏

ومن وقف بعرفة نهارًا وجبَ عليه البقاءُ إلى غروب الشمس، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وقف
إلى الغروب، وقال‏:‏ ‏(‏لتأخذوا عني مناسككم‏)‏ ولأن الدفع قبل الغروب من أعمال الجاهلية التي جاء
الإسلام بمخالفتها‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-1

اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله

إرسال تعليقك عن طريق :

    إبدأ بكتابة تعليقك الآن !

تصميم و برمجة YourColor