تسجيل الدخول

استمتع بمزايا موقعنا

تسجيل الدخول
اخبار عاجلة

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10
اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الحديث و علومه
اضغط لتقييم الموضوع
[Total: 4 Average: 4]

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

النوع الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ الْآبَاءِ عَنْ الْأَبْنَاءِ

وَقَدْ صَنَّفَ فِيهِ الْخَطِيبُ كِتَابًا‏.‏

وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَوَى عَنِ
ابْنَتِهِ عَائِشَةَ وَرَوَتْ عَنْهَا أُمُّهَا أَمُّ رُومَانٍ أَيْضًا‏.‏

قَالَ‏:‏ رَوَى الْعَبَّاسُ عَنِ ابْنَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْفَضْلِ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

قَالَ‏:‏ وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ عَنِ ابْنِهِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ
بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الصَّلَاحِ وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ
وَائِلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏
«أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ، فَإِنَّ الْيَدَ مُغْلَقَةٌ، وَالرِّجْلَ مُوَثَّقَةٌ» قَالَ الْخَطِيبُ‏:‏ لَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَرَوَى أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الدُّورِيُّ الْمُقْرِئُ عَنِ ابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيثًا أَوْ
نَحْوَهَا، وَذَلِكَ أَكْثَرُ مَا وَقَعَ مِنْ رِوَايَةِ أَبٍ عَنِ ابْنِهِ‏.‏

ثُمَّ رَوَى الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو عَنْ أَبِي الْمُظَّفَرِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِهِ أَبِي
الْمُظَفَّرِ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا‏:‏ «أَحْضِرُوا مَوَائِدَكُمْ الْبَقْلَ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ»
سَكَتَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ، وَأَخْلِقْ بِهِ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ‏.‏

ثُمَّ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِّينَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ‏:‏ «شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» فَهُوَ غَلَطٌ، إِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي
عَتِيقٍ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ
مِنَ الْأَئِمَّةِ‏.‏

‏(‏قُلْتُ‏)‏‏:‏ وَيَلْتَحِقُ بِهِمْ تَقْرِيبًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَهُوَ أَسَنُّ وَأَشْهَرُ فِي
الصَّحَابَةِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ‏:‏ وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ وَالْعَبَّاسُ عَنِ ابْنِ أَخِيهِمَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

وَرَوَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ عَنِ ابْنِ أَخِيهِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلَ عَنِ ابْنِ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلَ
وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ أُخْتِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

النوع الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ رِوَايَةُ الْأَبْنَاءِ عَنْ الْآبَاءِ

وَذَلِكَ كَثِيرٌ جِدًّا وَأَمَّا رِوَايَةُ الِابْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، فَكَثِيرَةٌ أَيْضًا، وَلَكِنَّهَا دُونَ الْأَوَّلِ، وَهَذَا كَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ شُعَيْبٌ، عَنْ جَدِّهِ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، هَذَا هُوَ الصَّوَابُ،
لَا مَا عَدَاهُ، وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ فِي كِتَابِنَا التَّكْمِيلِ، وَفِي الْأَحْكَامِ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ‏.‏

وَمِثْلُ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مُعَاوِيَةَ وَمِثْلُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ وَقِيلَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو وَاسْتِقْصَاءُ ذَلِكَ يَطُولُ‏.‏

وَقَدْ صَنَّفَ فِيهِ الْحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ الْوَائِلِيُّ كِتَابًا حَافِلًا، وَزَادَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَشْيَاءَ مُهِمَّةً نَفِيسَةً‏.‏

وَقَدْ يَقَعُ فِي بَعْضِ الْأَسَانِيدِ فُلَانٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ قَلِيلٌ، وَقَلَّ مَا يَصِحُّ مِنْهُ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

النوع السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ

وَقَدْ أَفْرَدَ لَهُ الْخَطِيبُ كِتَابًا وَهَذَا إِنَّمَا يَقَعُ عِنْدَ رِوَايَةِ الْأَكَابِرِ عَنْ الْأَصَاغِرِ ثُمَّ يَرْوِي عَنْ الْمَرْوِيِّ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ‏.‏

كَمَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ تِلْمِيذِهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَدْ تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمِمَّنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ
زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بَعْدَ وَفَاةِ الزُّهْرِيِّ بِمِائَةٍ وَسَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ قَالَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ‏.‏

وَهَكَذَا رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ، وَرَوَى عَنْ السَّرَّاجِ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ
النَّيْسَابُورِيُّ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا مِائَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، فَإِنَّ الْبُخَارِيَّ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ،
وَتُوُفِّيَ الْخَفَّافُ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ كَذَا قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏.‏

‏(‏قُلْتُ‏)‏‏:‏ وَقَدْ أَكْثَرَ مِنْ التَّعَرُّضِ لِذَلِكَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ الْكَبِيرُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ فِي كِتَابِهِ ‏”‏التَّهْذِيبِ‏”‏
وَهُوَ مِمَّا يَتَحَلَّى بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَلَيْسَ مِنَ الْمُهِمَّاتِ فِيهِ‏.‏

النوع السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ مَعْرِفَةُ مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا رَاوٍ وَاحِدٌ مِنْ صَحَابِيٍّ وَتَابِعِيٍّ وَغَيْرِهِمْ

وَلِمُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ تَصْنِيفٌ فِي ذَلِكَ‏.‏

تَفَرَّدَ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ، مِنْهُمْ عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ
الْأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَيْفِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُمَا وَاحِدٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ، وَوَهْبُ بْنُ خَنْبَشٍ،
وَيُقَالُ‏:‏ هَرَمُ بْنُ خَنْبَشٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَتَفَرَّدَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ بِالرِّوَايَةِ عَنْ أَبِيهِ وَكَذَلِكَ حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ عَنْ ‏(‏أَبِيهِ‏)‏ وَكَذَلِكَ
شُتَيْرُ بْنُ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ‏.‏

وَكَذَلِكَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، تَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعْدٍ الْمُزَنِيِّ، وصُنَابِحِ بْنِ الْأَعْسَرِ،
وَمِرْدَاسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ وَكُلُّ هَؤُلَاءِ صَحَابَةٌ‏.‏

قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَقَدْ ادَّعَى الْحَاكِمُ فِي الْإِكْلِيلِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا لَمْ يُخَرِّجَا فِي صَحِيحَيْهِمَا شَيْئًا
مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

قَالَ‏:‏ وَقَدْ أُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَنُقِضَ بِمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَرْوِهِ
عَنْهُ غَيْرُهُ، فِي وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ حَدِيثَ
«يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ» وَبِرِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ، حَدِيثَ‏:‏ «إِنِّي لَأُعْطِيَ
الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ» وَرَوَى مُسْلِمٌ حَدِيثَ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ‏:‏ «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي» وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ أَبِي
بُرْدَةَ وَحَدِيثَ رِفَاعَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، وَحَدِيثَ أَبِي رِفَاعَةَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ وَغَيْرُ ذَلِكَ عِنْدَهُمَا‏.‏

ثُمَّ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَهَذَا مَصِيرٌ مِنْهُمَا إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الْجَهَالَةُ عَنِ الرَّاوِي بِرِوَايَةِ وَاحِدٍ عَنْهُ‏.‏

‏(‏قُلْتُ‏)‏‏:‏ أَمَّا رِوَايَةُ الْعَدْلِ عَنْ شَيْخٍ، فَهَلْ هِيَ تَعْدِيلٌ أَمْ لَا‏؟‏ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ مَشْهُورٌ، ثَالِثُهَا إِنْ ‏(‏اشْتَرَطَ‏)‏ الْعَدَالَةَ
فِي شُيُوخِهِ، كَمَالِكٍ وَنَحْوِهِ، فَتَعْدِيلٌ، وَإِلَّا فَلَا‏.‏

وَإِذَا لَمْ نَقُلْ إِنَّهُ تَعْدِيلٌ فَلَا تَضُرُّ جَهَالَةُ الصَّحَابِيِّ‏;‏ لِأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، بِخِلَافِ غَيْرِهِمْ، فَلَا يَصِحُّ مَا اسْتَدْرَكَ بِهِ
الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو رَحِمَهُ اللَّهُ ‏;‏ لِأَنَّ جَمِيعَ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ صَحَابَةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَمَّا التَّابِعُونَ

فَقَدْ تَفَرَّدَ- فِيمَا نَعْلَمُ- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ بِحَدِيثِ‏:‏ «أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا فِي اللَّبَّةِ‏؟
‏ فَقَالَ‏:‏ أَمَا لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَ عَنْكَ»‏.‏

وَيُقَالُ‏:‏ إِنَّ الزُّهْرِيَّ تَفَرَّدَ عَنْ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ تَابِعِيًّا وَكَذَلِكَ تَفَرَّدَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ‏.‏

وَقَالَ الْحَاكِم‏:‏ُ وَقَدْ تَفَرَّدَ مَالِكٌ عَنْ زُهَاءِ عَشَرَةٍ مِنْ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ، ‏(‏لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ‏)‏‏.‏

النوع الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ مَعْرِفَةُ مَنْ لَهُ أَسْمَاءٌ مُتَعَدِّدَةٌ

فَيَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُمْ ‏(‏أَشْخَاصٌ‏)‏ مُتَعَدِّدَةٌ، أَوْ يُذْكَرُ بِبَعْضِهَا، أَوْ بِكُنْيَتِهِ، فَيَعْتَقِدُ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ أَنَّهُ غَيْرُهُ‏.‏

وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ ذَلِكَ مِنَ الْمُدَلِّسِينَ، ‏(‏يُغَرِّبُونَ بِهِ عَلَى النَّاسِ‏)‏، فَيَذْكُرُونَ الرَّجُلَ بِاسْمٍ لَيْسَ هُوَ مَشْهُورًا بِهِ، أَوْ يُكَنُّونَهُ،
لِيُبْهِمُوهُ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُهَا، وَذَلِكَ كَثِيرٌ‏.‏

وَقَدْ صَنَّفَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ فِي ذَلِكَ كِتَابًا، وَصَنَّفَ النَّاسُ كُتُبَ الْكُنَى، وَفِيهَا إِرْشَادٌ إِلَى
‏(‏إِظْهَارِ تَدْلِيسِ الْمُدَلِّسِينَ‏)‏‏.‏

وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ

مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ عَالِمٌ ‏(‏بِالتَّفْسِيرِ‏)‏ وَبِالْأَخْبَارِ فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَرِّحُ بِاسْمِهِ هَذَا، وَمِنْهُمْ
مَنْ يَقُولُ حَمَّادُ بْنُ السَّائِبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَنِّيهِ بِأَبِي النَّضْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَنِّيهِ بِأَبِي سَعِيدٍ، قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَهُوَ
الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ التَّفْسِيرَ، مُوهِمًا أَنَّهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

وَكَذَلِكَ سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ

الْمَعْرُوفُ بِسَبَلَانَ، الَّذِي يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَنْسُبُونَهُ فِي وَلَائِهِ إِلَى جِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا، وَالتَّدْلِيسُ
أَقْسَامٌ كَثِيرَةٌ، كَمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

النوع التَّاسِعُ وَالْأَرْبَعُونَ‏:‏ مَعْرِفَةُ الْأَسْمَاءِ الْمُفْرَدَةِ وَالْكُنَى الَّتِي لَا يَكُونُ مِنْهَا فِي كُلِّ حَرْفٍ سِوَاهُ

وَقَدْ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ وَغَيْرُهُ وَيُوجَدُ ذَلِكَ كَثِيرًا فِي كِتَابِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ لِابْنِ
أَبِي حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِ، وَفِي كِتَابِ الْإِكْمَالِ لِأَبِي نَصْرٍ بْنٍ مَاكُولَا كَثِيرًا‏.‏

وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الصَّلَاحِ طَائِفَةً مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُفْرَدَةِ، مِنْهُمْ ‏”‏أَجْمَدُ‏”‏ بِالْجِيمِ ‏”‏بْنُ عُجَيَّانَ‏”‏ عَلَى وَزْنِ ‏
“‏عُلَيَّانَ‏”‏ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَرَأَيْتُهُ بِخَطِّ ابْنِ الْفُرَاتِ مُخَفَّفًا عَلَى وَزْنِ ‏”‏سُفْيَانَ‏”‏، ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ فِي الصَّحَابَةِ
‏”‏أَوْسَطُ بْنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ‏”‏ تَابِعِيٌّ ‏”‏تَدُومُ بْنُ صُبَيْحٍ الْكُلَاعِيُّ‏”‏ عَنْ تُبَيْعٍ الْحِمْيَرِيِّ ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ ‏”‏حَبِيبُ
بْنُ الْحَارِثِ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏جِيلَانُ بْنُ فَرْوَةَ أَبُو الْجَلَدِ الْأَخْبَارِيُّ‏”‏ تَابِعِيٌّ ‏”‏الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ أَبُو الْغُصْنِ‏”‏، يُقَالُ‏:‏ إِنَّهُ جُحَا‏.‏

قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ غَيْرُهُ ‏”‏زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ‏”‏ سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ‏”‏ ‏”‏سَنْدَرٌ الْخَصِيُّ‏”‏، مَوْلَى زِنْبَاعٍ الجُذَامِيِّ،
لَهُ صُحْبَةٌ ‏”‏شَكَلُ بْنُ حُمَيْدٍ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏شَمْغُونُ‏”‏ بِالشِّينِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَتَيْنِ ‏”‏بْنُ زَيْدٍ أَبُو رَيْحَانَةَ‏”‏ صَحَابِيٌّ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ ‏”‏صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ أَبُو أُمَامَةَ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏صُنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ‏”‏ ‏”‏ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرِ
بْنِ سُمَيْرٍ‏”‏ كُلُّهَا بِالتَّصْغِيرِ ‏”‏أَبُو السَّلِيلِ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ‏”‏، يَرْوِي عَنْ مُعَاذٍ‏.‏

‏”‏عَزْوَانُ‏”‏ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ ابْنُ زَيْدٍ الرُّقَاشِيُّ‏”‏، أَحَدُ الزُّهَّادِ، تَابِعِيٌّ ‏”‏كَلَدَةُ بْنُ حَنْبَلٍ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ‏”‏
تَابِعِيٌّ ‏”‏وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏هُبَيْبُ بْنُ مُغْفِلٍ‏”‏ ‏”‏هَمَدَانُ‏”‏ بَرِيدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ،
وَقِيلَ بِالْمُعْجَمَةِ‏.‏

وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي بَعْضِ مُصَنَّفَاتِهِ‏:‏

مَسْأَلَةٌ هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُحَدِّثِينَ لَا يُوجَدُ مِثْلُ أَسْمَاءِ آبَائِهِ‏؟‏ فَالْجَوَابُ إِنَّهُ مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبَلِ
بْنِ مُغَرْبَلِ بْنِ مُطَرْبَلِ بْنِ أَرَنْدَلِ بْنِ عَرَنْدَلِ بْنِ مَاسِكٍ الْأَسَدِيِّ‏.‏

قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَأَمَّا الْكُنَى الْمُفْرَدَةُ فَمِنْهَا ‏”‏أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ‏”‏، وَاسْمُهُ ‏”‏مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبْرَةَ‏”‏ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ
مَسْعُودٍ ‏”‏أَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ‏”‏، تَقَدَّمَ ‏”‏أَبُو الْمُدِلَّةِ‏”‏، مِنْ شُيُوخِ الْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ، لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ، وَزَعَمَ أَبُو
نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ أَنَّ اسْمَهُ ‏”‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ‏”‏ ‏”‏أَبُو مُرَايَةَ الْعِجْلِيُّ‏”‏ ‏”‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو‏”‏، تَابِعِيٌّ
‏”‏أَبُو مَعْبَدٍ‏”‏ ‏”‏حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ‏”‏ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ‏.‏

‏(‏قُلْتُ‏)‏‏:‏ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مَنْ عَشَرَةٍ، وَمَعَ هَذَا قَالَ ابْنُ حَزْمٍ‏:‏ هُوَ مَجْهُولٌ‏;‏ لِأَنَّهُ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَمَنْ
رَوَى عَنْهُ فَحَكَمَ عَلَيْهِ بِالْجَهَالَةِ قَبْلَ الْعِلْمِ بِهِ، كَمَا جَهِلَ التِّرْمِذِيُّ صَاحِبَ الْجَامِعِ، فَقَالَ‏:‏ وَمَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى
بْنِ سَوْرَةَ‏؟‏‏!‏‏.‏

وَمِنَ الْكُنَى الْمُفْرَدَةِ ‏”‏أَبُو السَّنَابِلِ عُبَيْدُ رَبِّهِ بْنُ بَعْكَكٍ‏”‏ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ صَحَابِيٌّ، اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ
وَكُنْيَتُهُ مِنَ الْأَفْرَادِ‏.‏

قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ وَأَمَّا الْأَفْرَادُ مِنَ الْأَلْقَابِ فَمِثْلُ ‏”‏سَفِينَةَ‏”‏ الصَّحَابِيِّ اسْمُهُ ‏”‏مِهْرَانُ‏”‏، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ‏”‏مَنْدَلُ بْنُ
عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ‏”‏ اسْمُهُ ‏”‏عَمْرٌو‏”‏ ‏”‏سَحْنُونُ سَعِيدٌ‏”‏ صَاحِبُ الْمُدَوَّنَةِ اسْمُهُ ‏”‏عَبْدُ السَّلَامِ‏”‏ ‏”‏مُطَيَّنٌ‏”‏ ‏”‏مُشْكُدَانَةُ
الْجُعْفِيُّ‏”‏، فِي جَمَاعَةٍ آخَرِينَ، سَنَذْكُرُهُمْ فِي نَوْعِ الْأَلْقَابِ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

النوع الْمُوفِي خَمْسِينَ‏:‏ مَعْرِفَةُ الْأَسْمَاءِ وَالْكُنَى

وَقَدْ صَنَّفَ فِي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ، مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالدُّولَابِيُّ، وَابْنُ مَنْدَهْ،
وَالْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، وَكِتَابُهُ فِي ذَلِكَ مُفِيدٌ جِدًّا كَثِيرُ النَّفْعِ‏.‏

وَطَرِيقَتُهُمْ أَنْ يَذْكُرُوا الْكُنْيَةَ وَيُنَبِّهُوا عَلَى صَاحِبِهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْتَلَفُ فِيهِ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 10

وَقَدْ قَسَّمَهُمْ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو بْنُ الصَّلَاحِ إِلَى أَقْسَامٍ عِدَّةٍ‏:‏

‏(‏أَحَدُهَا‏)‏ مَنْ لَيْسَ لَهُ اسْمٌ سِوَى الْكُنْيَةِ، كَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَدَنِيِّ،
أَحَدِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وَيُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْضًا وَهَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْمَدَنِيُّ، يُكَنَّى
بِأَبِي مُحَمَّدٍ أَيْضًا قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ‏:‏ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ لَا كُنْيَةَ لِابْنِ حَزْمٍ هَذَا‏.‏

وَمِمَّنْ لَيْسَ لَهُ اسْمٌ سِوَى كُنْيَتِهِ فَقَطْ أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ شَرِيكٍ وَغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ اسْمِي كُنْيَتِي
وَأَبُو حُصَيْنٍ ابْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، شَيْخُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِ‏.‏

(‏الْقِسْمُ الثَّانِي‏)‏‏:‏ مَنْ لَا يُعْرَفُ بِغَيْرِ كُنْيَتِهِ، وَلَمْ يُوقَفْ عَلَى اسْمِهِ، مِنْهُمْ ‏”‏أَبُو أَنَاسٍ‏”‏ بِالنُّونِ الصَّحَابِيِّ ‏”‏أَبُو
مُوَيْهِبَةَ‏”‏ صَحَابِيٌّ ‏”‏أَبُو شَيْبَةَ‏”‏ الْخُدْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، قُتِلَ فِي حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَدُفِنَ هُنَاكَ رَحِمَهُ اللَّهُ ‏”‏أَبُو
الْأَبْيَضِ‏”‏ عَنْ أَنَسٍ ‏”‏أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ شَيْخُ مَالِكٍ ‏”‏أَبُو النَّجِيبِ‏”‏ بِالنُّونِ مَفْتُوحَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ
مِنْ فَوْقٍ مَضْمُومَةً، وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏”‏أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ‏”‏ ‏”‏أَبُو حَرِيزٍ الْمَوْقِفِيُّ‏”‏ شَيْخُ ابْنِ
وَهْبٍ وَالْمَوْقِفُ مَحَلَّةٌ بِمِصْرَ‏.‏

‏(‏الثَّالِثِ‏)‏‏:‏ مَنْ لَهُ كُنْيَتَانِ، إِحْدَاهُمَا لَقَبٌ، مِثَالُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ، وَيُقَالُ لَهُ‏:‏ ‏”‏أَبُو تُرَابٍ‏”‏
لَقَبًا ‏”‏أَبُو الزِّنَادِ‏”‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَ‏”‏أَبُو الزِّنَادِ‏”‏ لَقَبٌ، حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ كَانَ يَغْضَبُ
مِنْ ذَلِكَ ‏”‏أَبُو الرِّجَالِ‏”‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَ‏”‏أَبُو الرِّجَالِ‏”‏ لَقَبٌ لَهُ‏;‏ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ
عَشَرَةُ أَوْلَادٍ رِجَالٌ ‏”‏أَبُو تُمَيْلَةَ‏”‏ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ ‏”‏أَبُو الْآذَانِ‏”‏ الْحَافِظُ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، يُكَنَّى
بِأَبِي بَكْرٍ، وَلُقِّبَ بِأَبِي الْآذَانِ لِكِبَرِ أُذُنَيْهِ ‏”‏أَبُو الشَّيْخِ‏”‏ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، هُوَ عَبْدُ اللَّهِ ‏(‏بْنُ مُحَمَّدٍ‏)‏ وَكُنْيَتُهُ أَبُو
مُحَمَّدٍ، وَ‏”‏أَبُو الشَّيْخِ‏”‏ لَقَبٌ ‏”‏أَبُو حَازِمٍ‏”‏ العَبْدَرِيُّ الْحَافِظُ، عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، كُنْيَتُهُ أَبُو حَفْصٍ، وَ‏”‏أَبُو حَازِمٍ‏”‏ لَقَبٌ
قَالَهُ الْفَلَكِيُّ فِي الْأَلْقَابِ‏.‏

‏(‏الرَّابِعُ‏)‏‏:‏ مَنْ لَهُ كُنْيَتَانِ، كَابْنِ جُرَيْجٍ، كَانَ يُكَنَّى بِأَبِي خَالِدٍ، وَبِأَبِي الْوَلِيدِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي
الْقَاسِمِ، فَتَرَكَهَا وَاكْتَنَى بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏.‏

‏”‏قُلْتُ‏”‏ وَكَانَ السُّهَيْلِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي الْقَاسِمِ وَبِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏.‏

قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ‏:‏ وَكَانَ لِشَيْخِنَا مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْمَعَالِي النَّيْسَابُورِيِّ، حَفِيدِ الْفَرَاوِيِّ ثَلَاثُ كُنَى أَبُو بَكْرٍ،
وَأَبُو الْفَتْحِ، وَأَبُو الْقَاسِمِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

مقتطفات كتاب اختصار علوم الحديث 9

(‏الْخَامِسُ‏)‏‏:‏ مَنْ لَهُ اسْمٌ مَعْرُوفٌ، وَلَكِنْ اخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ، فَاجْتَمَعَ لَهُ كُنْيَتَانِ وَأَكْثَرُ، مِثَالُهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ، فَقِيلَ أَبُو خَارِجَةَ، وَقِيلَ أَبُو زَيْدٍ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ،
وَقِيلَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَهَذَا كَثِيرٌ يَطُولُ اسْتِقْصَاؤُهُ‏.‏

‏(‏السَّادِسُ‏)‏‏:‏ مَنْ عُرِفَتْ كُنْيَتُهُ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ، كَأَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ
عَلَى أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِينَ قَوْلًا، وَاخْتَارَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ، وَصَحَّحَ ذَلِكَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ وَهَذَا
كَثِيرٌ فِي الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ‏.‏

‏”‏أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ‏”‏ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَحَدَ عَشَرَ قَوْلًا، وَصَحَّحَ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ اسْمَهُ ‏”‏شُعْبَةُ‏”‏،
وَيُقَالُ إِنَّ اسْمَهُ كُنْيَتُهُ، وَرَجَّحَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ، قَالَ‏:‏ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ‏.‏

‏(‏السَّابِعُ‏)‏‏:‏ مَنْ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ وَفِي كُنْيَتِهِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، كَسَفِينَةَ، قِيلَ اسْمُهُ مِهْرَانُ، وَقِيلَ عُمَيْرٌ، وَقِيلَ صَالِحٌ،
وَكُنْيَتُهُ، قِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ‏.‏

‏(‏الثَّامِنُ‏)‏‏:‏ مَنْ اشْتُهِرَ بِاسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ كَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ،
وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَهَذَا كَثِيرٌ‏.‏

‏(‏التَّاسِعُ‏)‏‏:‏ مَنْ اشْتُهِرَ بِكُنْيَتِهِ دُونَ اسْمِهِ، وَكَانَ اسْمُهُ مُعَيَّنًا مَعْرُوفًا كَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الضُّحَى مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو
الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ آدَةَ أَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا‏.‏

اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الحديث و علومه

إرسال تعليقك عن طريق :

    إبدأ بكتابة تعليقك الآن !

تصميم و برمجة YourColor