تسجيل الدخول

استمتع بمزايا موقعنا

تسجيل الدخول
اخبار عاجلة

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6
اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله
اضغط لتقييم الموضوع
[Total: 1 Average: 5]

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ وليس فيه ـ يعني الطواف ـ ذكرٌ محدود عن النبي
ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لا بأمره، ولا بقوله، ولا بتعليمه، بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية،
وما يذكره كثيرٌ من الناس من دعاء مُعين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصلَ له‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

وعلى هذا فيدعو الطائفُ بما أحب من خيري الدنيا والاخرة، ويذكر الله تعالى بأي ذكرٍ مشروع
من تسبيح أو تحميد أو تهليل أو تكبير أو قراءة قرآن‏.‏

ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يأخذَ هذه الأدعية المكتوبة فيدعو بها وهو لا يعرف
معناها، وربما يكون فيها أخطاءٌ من الطابع أو الناسخ تَقلبُ المعنى رأسًا على عَقِبٍ، وتجعل الدعاء
للطائف دعاءً عليه، فيدعو على نفسه من حيث لا يشعر، وقد سمعنا من هذا العَجَبَ العجاب‏.‏

ولو دعا الطائف ربه بما يريده ويعرفه، فيقصد معناه لكان خيرًا له وأنفع، ولرسول الله ـ صلى الله
عليه وسلّم ـ أكثرَ تأسيًا وأتبع‏.‏

ومن الخطأ الذي يرتكبه بعضُ الطائفين أن يجتمع جماعةٌ على قائد يطوف بهم ويُلقِّنهم الدعاء بصوت
مرتفع فيتبعه الجماعة بصوتٍ واحد، فتعلوا الأصوات، وتحصل الفوضى، ويتشوش بقية الطائفين، فلا
يدرون ما يقولون، وفي هذا إذهابٌ للخشوعِ، وإيذاءٌ لعباد الله في هذا المكان الامن‏.‏

وقد خَرَجَ النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ على الناس وهم يُصلون ويجهرون بالقراءة، فقال النبي ـ صلى الله
عليه وسلّم ـ ‏:‏ ‏(‏كلكم يُناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعضٍ في القرآن‏)‏ رواه مالكٌ في ‏”‏الموطأ‏”‏، قال ابن
عبدالبر‏:‏ وهو حديثٌ صحيح‏.‏

ويا حبذا لو أن هذا القائد إذا أقبل بهم على الكعبة وقف بهم وقال‏:‏ إفعلوا كذا، قولوا كذا، ادعوا بما تُحبون،
وصار يمشي معهم في المطاف حتى لا يخطئ منهم أحد، فطافوا بخشوع وطمأنينة، يدعون ربهم خوفًا
وطمعًا، وتضرعًا وخُفية بما يحبونه، وما يعرفون معناه ويقصدونه، وسَلِمَ الناسُ من أذاهم‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

الركعتان بعد الطواف والخطأ فيهما

ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أنه لما فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ‏:‏ ‏{‏وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ
إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 125‏]‏،
فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وقل يا أيها الكافرون، وفي الركعة الثانية
الفاتحة وقل هو الله أحد‏.‏

والخطأ الذي يفعله بعض الناس هنا ظنهم أنه لا بد أن تكون صلاة الركعتين قريبًا من المقام، فيزدحمون على ذلك،
ويُؤذون الطائفين في أيام الموسم، ويُعوقون سير طوافهم، وهذا الظن خطأ، فالركعتان بعد الطواف تُجزيان في أي
مكان من المسجد، ويُمكن المصلي أن يجعل المقام بينه وبين الكعبة، وإن كان بعيدًا عنه، فيُصلي في الصحن أو في
رُواق المسجد، ويسلم من الأذية فلا يُؤذي ولا يُؤذى، وتحصلُ له الصلاة بخشوع وطمأنينة‏.‏

ويا حبذا لو أن القائمين على المسجد الحرام منعوا من يؤذون الطائفين بالصلاة خلف المقام قريبًا منه، وبَيَّنوا لهم أن
هذا ليس بشرط للركعتين بعد الطواف‏.‏

ومن الخطأ أن بعض الذين يُصلون خلف المقام يُصلون عدة ركعاتٍ كثيرة بدون سبب، مع حاجة الناس الذين فَرغوا من
الطواف إلى مكانهم‏.‏

ومن الخطأ أن بعض الطائفين إذا فرغ من الركعتين وقف بهم قائدهم يدعو بهم بصوتٍ مرتفع فيُشوشون على المُصلين
خلف المقام، فيَعتدون عليهم، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 55‏]‏‏.‏

صعود الصفا والمروة والدعاء فوقهما

والسعـي بـين العلمـين والخطأ في ذلك

ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أنه حين دنا من الصفا قرأ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 158‏]‏، ثم رقى عليه حتى رأى الكعبة فاستقبل
القِبلَةَ ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، فوحد الله وكبره وقال‏:‏ لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إلـه إلا الله وحده، أنجزَ وعدَه، ونَصر عبده، وهَزَم الأحزاب وحده‏.‏ ثم دعا بين ذلك فقال مثل
هذا ثلاث مراتٍ، ثم نزل ماشيًا فلما انصبت قدماه في بطن الوادي وهو ما بين العلمين الأخضرين سعى حتى إذا تجاوزهما
مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

والخطأ الذي يفعله بعض الساعين هنا أنهم إذا صعدوا الصفا والمروة استقبلوا الكعبة فكبروا ثلاث تكبيراتٍ
يرفعون أيديهم ويومئون بها كما يفعلون في الصلاة، ثم ينزلون، وهذا خلاف ما جاء عن النبي ـ صلى الله عليه
وسلّم ـ فإما أن يفعلوا السنة كما جاءت إن تيسر لهم، وإما أن يدعوا ذلك ولا يُحدثوا فعلًا لم يفعله النبي ـ
صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

ومن الخطأ الذي يفعله بعض الساعين أنهم يَسعون من الصفا إلى المروة، أعني أنهم يشتدون في المشي ما بين
الصفا والمروة كله، وهذا خلاف السنة، فإن السعي فيما بين العلمين فقط، والمشي في بقية المسعى، وأكثرُ ما
يقع ذلك إما جهلًا من فاعله، أو محبة كثير من الناس للعجلة والتخلص من السعي، والله المستعان‏.‏

ومن الخطأ أن بعض النساء يَسعين بين العلمين، أي يُسرعن في المشي بينهما كما يفعل الرجال، والمرأة لا تسعى،
وإنما تمشي المشيةَ المعتادة، لقول ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ ليس على النساء رَمَلٌ بالبيت ولا بين الصفا والمروة‏.‏

ومن الخطأ أن بعض الساعين يقرأ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ
عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 158‏]‏ كلما أقبلوا على الصفا أو على المروة،
والسنة أن يقرأها إذا أقبل على الصفا في أول شوطٍ فقط‏.‏

ومن الخطأ أنّ بعضَ الساعين يُخصص لكل شوطٍ دعاءً معينًا، وهذا لا أصل له‏.‏

الوقوف بعرفة والخطأ فيه

ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أنه مكثَ يوم عرفة بنمرة حتى زالت الشمس، ثم ركب، ثم نزلَ في بطن وادي
عُرنة، فصلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين جمعَ تقديم، بأذانٍ واحد وإقامتين، ثم ركب حتى أتى موقفه فوقف،
وقال‏:‏ ‏(‏وقفت هاهنا وعرفة كُلُّها موقف‏)‏، فلم يزل واقفًا مستقبلَ القِبلة رافعًا يديه يذكرُ الله ويدعوه حتى غربت
الشمسُ وغاب قرصُها فدفع إلى مزدلفة‏.‏

ومن الأخطاء التي يرتكبها بعضُ الحجاج في الوقوف‏:‏

1 ـ أنهم ينزلون خارج حدود عرفة، ويبقون في منازلهم حتى تغرب الشمس، ثم ينصرفون منها إلى مزدلفة من غير أن
يقفوا بعرفة، وهذا خطأٌ عظيم يفوت به الحج، فإن الوقوف بعرفة ركنٌ لا يصحُّ الحج إلا به، فمن لم يقف بعرفة في
وقت الوقوف فلا حج له، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏:‏ ‏(‏الحج عرفة من جاء ليلة جمعٍ قبل طلوع الفجر فقد أدرك‏)‏‏.‏

وسبب هذا الخطأ الفادح أن الناس يغتر بعضهم ببعض، لأن بعضهم ينزل قبل أن يَصِلها ولا يتفقد علاماتها، فيفوت
على نفسه الحج ويغرُّ غيره‏.‏

ويا حبذا لو أن القائمين على الحج أعلنوا للناس بوسيلة تبلغ جميعهم، وبلغات متعددة، وعهدوا إلى المطوفين بتحذير
الحجاج من ذلك، ليكون الناس على بصيرة من أمرهم، ويؤدوا حجهم على الوجه الذي تبرأ به الذمة‏.‏

2 ـ أنهم ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا حرامٌ لأنه خلافُ سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حيث وقف
إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها، ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عملُ أهل الجاهلية‏.‏

3 ـ أنهم يستقبلون الجبل ـ جبل عرفة ـ عند الدعاء، ولو كانت القِبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم، وهذا
خلافُ السنة، فإن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

رمي الجمرات والخطأ فيه

ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أنه رمى جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات،
ضُحى يوم النحر، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصا الخذَفِ أي فوق الحمص قليلًا‏.‏

وفي ‏”‏سنن النسائي‏”‏ من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما ـ وكان رديف النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ من
مزدلفة إلى منى ـ قال‏:‏ فهبط ـ يعني النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ محسرًا وقال‏:‏ عليكم بحصا الخذف الذي تُرمى
به الجمرة، قال‏:‏ والنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يشير بيده كما يخذفُ الإنسان‏.‏

وفي ‏”‏مسند الإمام أحمد‏”‏ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يحيى‏:‏ لا يدري عوفٌ عبدالله أو الفضل‏:‏ قال‏:‏ ‏
(‏قال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ غداةَ العقبة وهو واقف على راحلته‏:‏ هاتِ القُطْ لي، قال فلقطت له
حصيات هن حصا الخذف، فوضعهن في يده فقال‏:‏ ‏(‏بأمثال هؤلاء‏)‏ مرتين، وقال بيده فأشار يحيى أنه رفعها وقال‏:‏
‏(‏إياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين‏)‏‏.‏

وعن أُم سليمان بن عمرو بن الأحوص رضي الله عنها قالت‏:‏ ‏(‏رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يرمي جمرة العقبة
من بطن الوادي يوم النحر، وهو يقولُ‏:‏
‏(‏يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضًا، وإذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصا الخذفِ‏)‏ رواه أحمد‏.‏

وفي ‏”‏صحيح البخاري‏”‏ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يُكبر على إثر كل حصاةٍ
ثم يتقدم حتى يسهلَ فيقومَ مستقبلَ القِبلة فيقومَ طويلًا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذُ ذات
الشمالِ فيسهل ويقومُ مستقبل القبلة فيقوم طويلًا، ويدعو ويرفعُ يديه، ثم يرمي جمرة العقبة من بَطنِ الوادي،
ولا يقف عندها، ثم ينصرفُ فيقولُ‏:‏ هكذا رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يفعله‏.‏

وروى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال‏:‏ ‏(‏إنما جُعل الطواف بالبيت
وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكرِ الله‏)‏‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-6

والأخطاء التي يفعلها بعضُ الحجاج هي‏:‏

1 ـ اعتقادهم أنه لا بد ـ من أخذِ الحصا من مزدلفة فيتعبون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام منى حتى
إن الواحد منهم إذا أضاعَ حصاةً حزِنَ حُزنًا كبيرًا، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضلِ ما معهم من حصا مزدلفة‏.‏

وقد عُلم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وأنه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بِلَقْطِ
الحصا له وهو واقفٌ على راحلته، والظاهر أن هذا الوقوف كان عند الجمرة، إذ لم يُحفظ عنه أنه وقف بعد مسيرهِ من
مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمرَ بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله‏.‏

2 ـ اعتقادهم أنهم برميهم الجمار يرمون الشيطانَ، ولهذا يُطلقون اسم الشياطين على الجِمارِ، فيقولون‏:‏ رمينا الشيطان
الكبير أو الصغير أو رمينا أبا الشياطين يَعنون به الجمرة الكبرى جمرة العقبة، ونحو ذلك من العبارات التي لا تليق بهذه
المشاعر‏.‏

وتراهم أيضًا يرمون الحصا بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم حتى شاهدنا من يصعد
فوقها يبطش بها ضربًا بالنعل والحصا الكبار بغضب وانفعال ‏!‏ والحصا تصيبه من الناس، وهو لا يزداد إلا غضبًا وعنفًا
في الضرب، والناس حوله يضحكون ويقهقهون كأن المشهد مشهد مسرحية هزليّة ‏!‏ شاهدنا هذا قبل أن تُبنى الجسورُ
وترتفع أنصابُ الجمرات، وكلُّ هذا مبنيٌّ على هذه العقيدة أن الحجاج يرمون شياطين، وليس لها أصلٌ صحيحٌ يعتمد عليه‏.‏

وقد علمتَ مما سبقَ الحكمةَ في مشروعيةَ رمي الجمار، وأنه إنما شرع لإقامة ذكر الله عز وجل، ولهذا كان النبي ـ صلى
الله عليه وسلّم ـ يكبر على إثرِ كل حصاة‏.‏

3 ـ رميهم الجمرات بحصا كبيرةِ‏.‏ وبالحذاء ‏(‏النعل‏)‏، والخفاف ‏(‏الجزمات‏)‏، والأخشاب‏!‏‏!‏ وهذا خطأٌ كبير مخالف لما شرعه النبي
ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لأُمته بفعله وأمره، حيث رمى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بمثل حصا الخذف، وأمر أُمته أن يرموا بمثله،
وحذرهم من الغلو في الدين، وسبب هذا الخطأ الكبير ما سبق من اعتقادهم أنهم يرمون شياطين‏.‏

4 ـ تقدمهم إلى الجمرات بعنفٍ وشدةٍ، لا يخشعون لله تعالى، ولا يَرحمون عباد الله، فيحصلُ بفعلهم هذا من الأذية
للمسلمين والإضرار بهم، والمشاتمة والمضاربة ما يقلب هذه العبادة وهذا المشعر إلى مشهد مشاتمة ومقاتلة، ويخرجها
عما شُرعت من أجله، وعما كان عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

ففي ‏”‏المسند‏”‏ عن قُدامة بن عبدالله بن عمار قال‏:‏ ‏(‏رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يوم النحر يرمي جمرة العقبة على
ناقةٍ صهباء، لا ضرب ولا طرد ولا‏:‏ إليكَ إليكَ‏)‏ رواه الترمذي وقال‏:‏ حسنٌ صحيح‏.‏

5 ـ تركهم الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق، وقد علمَت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كان
يقفُ بعد رميها مستقبل القبلة، رافعًا يديه يدعو دعاءً طويلًا‏.‏

وسبب ترك الناس لهذا الوقوف الجهل بالسنة، أو محبة كثير من الناس للعجلة والتخلص من العبادة‏.‏

ويا حبذا لو أن الحاج تعلم أحكام الحج قبل أن يحج، ليعبد الله تعالى على بصيرة، ويحقق متابعة النبي ـ
صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

ولو أن شخصًا أراد أن يُسافر إلى بلدٍ لرأيته يسألُ عن طريقها حتى يصل إليها عن دلالةٍ، فكيف بمن أراد أن يَسلُك الطريق
الموصلة إلى الله تعالى، وإلى جنته، أفليس من الجدير به أن يسأل عنها قبل أن يسلُكها ليصل إلى المقصود‏!‏‏؟‏

6 ـ رميهم الحصا جميعًا بكفٍّ واحدة، وهذا خطأ فاحشٌ، وقد قال أهل العلم إنه إذا رمى بكفٍّ واحدةٍ أكثرَ من حصاةٍ لم
يُحتَسب له سوى حصاةٍ واحدة‏.‏

فالواجب أن يرمي الحصا واحدة فواحدةً، كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

كتاب: مناسك الحج والعمرة 7-4

7 ـ زيادتهم دعواتٍ عند الرمي لم ترد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ مثل قولهم‏:‏ اللهم اجعلها رضا للرحمن، وغَضَبًا
للشيطان، وربما قال ذلك وتركَ التكبير الواردَ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ‏.‏

والأولى الاقتصار على الوارد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ من غير زيادةٍ ولا نقصٍ‏.‏

8 ـ تهاونهم برمي الجمار بأنفسهم فتراهم يُوَكّلون من يرمي عنهم مع قُدرَتهِم على الرمي ليُسقطوا عن أنفسهم
مُعاناةَ الزحامِ ومشقةَ العمل، وهذا مخالفٌ لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج، حيث يقول سبحانه‏:‏ ‏{‏وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ
وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ
بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن
لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 196‏]‏، فالواجب على القادر على الرمي أن يُباشره بنفسه، ويصبر على
المشقة والتعب فإن الحج نوعٌ من الجهاد، لا بد فيه من الكُلفة والمشقة‏.‏

فليتق الحاج ربه، وليتم نُسكه، كما أمره الله تعالى به ما استطاع إلى ذلك سبيلًا‏.‏

 

اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة الدعوة الى الله

إرسال تعليقك عن طريق :

    إبدأ بكتابة تعليقك الآن !

تصميم و برمجة YourColor