تفسير رؤية ومشاهدة السفينة في المنام لإبن سيرين

السفينة  دالة على كل ما ينجي فيه الأمر الذي يدل الغرق أعلاه لأن االله سبحانه نجى بها نوحا عليه
السلام والذين بصحبته وقع بالكفار من الغرق والمصيبة وتشير إلى الإسلام الذي به ينجي من الجهل
والفتنة وربما دلت على القرينة والجارية التي تحصن وينجي بها من النار والفتن لأن االله سبحانه
وتعالى سماها جارية وربما دلت على الأب والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الوفاة والحاجة
بخاصة انها كالأم الحاملة لنجلها في بطنها وربما دلت على الصراط الذي هو فيه ينجو أهل الايمان
من النار .

تفسير رؤية ومشاهدة السفينة في المنام لإبن سيرين

وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه أفضل السلام فمن رأى أنه
ركب فلك بحريا فأنظر إلى وضْعه ومآل أموره فإذا كان كافرا أسلم سيما إذا كان زادَ اليها من
وسط البحر من عقب ما ايقن بالموت وان كان مذنبا تاب من ذنبه وان كان فقيرا استغنى من في أعقاب
فقره وان كان مريضا أفاق من مرضه لكن يكون ركبها مع الموتى وقد كان في المنام ما يؤكد الوفاة
فيكون ركوبها عدم إصابة من فتن الدنيا .

رؤية طالب العلم للسفينة

وان كان مفيقا وقد كان طالب معرفة صحب عالما أو انتفع علما ينجو به من الجهل لركوب موسى مع
الخضر عليه أفضل السلام في الفلك وإن رأى هذا مديونا أمر دينه وزال همه وإن رأى ذاك محظور و
من معدل فوقه رزقه آتاه االله الرزق من إذ لا يعتبر إذا كانت تجري به في طاووسها فيدل ذاك
على فاز وطاووس الاقبال وان رأى هذا عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتحافظ عليه وان رأى
فيها ميتا في دار الحق نجا وفاز برحمة االله تعالى من النار وأهوالها وايضاً في المقلوب.

رؤية يوم الدين والمحشر في البحر في المنام

لو رأى من هو في طريقة للبحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط وجازه فإنه ينجو في سفينته وممره
من هول بحره وحوادثه بل يكون أصابه في الحلم في ممره من النار سوء فإنه يكتسب عن طريق البحر مثل
هذا ونحوه وان جرت بمسجون نجا من سجنه وكان سببا في في عدم إصابته فإن بلغ إلى ساحل البحر أو هبط إلى
البركان ذاك أعجل وأعلى سرعة وأسمى واما ان رأى الباخرة راكدة وأمواج البحر عاصفة ظل سجنه لو كان
مسجونا وطال مرضه لو كان مريضا ودام تعذر الرزق فوق منه وعجز عن سفره ان سعى هذا وتعذر فوق منه
الوصول الى قرينته إذا كان قد تم عقده عصمتها وفتر عن مناشدة العلم ان كان طالبا خصوصا إذا كان ذاك في
الشتاء وارتجاج البحر.

رؤية دخول البحر تدل أحيانا على الكرب في المنام

وقد يدل هذا على السجن لما جرى على يونس عليه أفضل السلام الحبس في بطن الحوت
حين وقفت سفينته بل نهاية جميع ما وصفناه الى خير ان شاء االله ونجاة لجوهر الباخرة وما توفر
لها وفيها من خلاص نوح عليه أفضل السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة الفلك من الملك الغاصب
لأن الخضر عابها وخلع لوحا من ألواحها مع حسن نهاية يونس عليه أفضل السلام من في أعقاب وضْعه وما تدنى به
ولذلك صرحوا لو عطبت الباخرة أو انفتحت لنجا من فيها لكن يغادر راكبها الى البر أو ينشد به فيه
فلا خير فيه فلو كان مريضا توفي وبات إلى التراب محمولا حملا شنيعا فإذا كان بحريا عطب فيه
ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه لكن من عاداته في اليقظة إذا صرف بطاووسه إلى البر
انكسر عطب وان رأى طالب دراية أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به أعلاه خرج في علمه
وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأن الفسوق هو الذهاب للخارج عن الطاعة ومنبع الظهور والظلم وحط
الشئ في غير مقره.

رؤية سير السفينة على الأرض  في المنام

فمن خرج في ركوب الباخرة من الماء الذي به عدم إصابتها وهو عصمتها الى الأرض التي ليس من عادتها
أن تجري فوق منها ولقد خرج راكبها ايضا عن الحق والعصمة القديمة فإذا لم يكون هذا فلعله يحنث في قرينته
ويقيم بصحبتها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر
فيعود يلتمسه من إذ لا يلزم له واما ان جرت سفينته في الرياح على غير الماء فجميع ما دلت أعلاه
هالك إما عسكر لما فيها من المساندة.

والريش والعدة وإما مركوب من كافة المركوبات وقد تثبت أن نعش من مقر مريضا من السلاطين
والحكام والعلماء والزعماء وتحدث بعضهم من رأى أنه في باخرة في بحر وافر نال ملكا عظيما أو
سلطانا والسفينة خلاص من الشقاء والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها فإن رأى أنه فيها كان
في هذا الى أن ينجو فإن خرج منها كانت خلاصه اعجل فلو كان فيها وهو على أرض يابسة كان
الهم اشد والنجاة في أعقاب فإن راى وال متروك أنه ركب في باخرة فإنه يلي ولاية من قبل الملك
الاعظم على حجم البحر ويكون مِقدار الولاية على حجم احكام الباخرة وسعتها.

رؤية أبتعاد السفينة من البر وتعمقها في البحر في المنام

وبعد الباخرة من البر بعده من العزل وقيل إن ركوب الفلك بحريا سفر في قساوة وعدم أمان وبعدها
من البر بعده من الفرج وان كان في وجّه فإنه يمتطي خطر فإن خرج فإنه ينجو ويعصي ربه لكلامه تعالى
( فلما نجاهم الى البر إذا هم يشركون ) فلو كان ذو المنام قد ذهبت دولته أو كان تاجرا قد ضاعت
تجارته فإن الباخرة عودة هذا فإن غرقت فإن السلطان يغضب منه ان كان واليا ثم ينجو وتعود
اليه الولاية ان كان تاجرا فهو نقصان ممتلكاته ويقوم بتعويض عنه وان غرقت فهو بمنزلة الغريق.

ومن رأى أنه في باخرة في جوف البحر فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون هلاكه خلاص من شر
ما يخافه وغرق سفينته وتفرق ألواحها حادثة له فيمن يعز منه وقيل ان غطس الفلك سفر في
سلامة لكلامه تعالى ( سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله ) والسفينة
المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لتصريحه تعالى ( فأنجيناه ومن معه في الفلك
المشحون ) واتخاذ مجذاف الباخرة نيل معرفة أو نيل ثروة من ذي شوكة واتخاذ حبل الباخرة حسن
الدين وصحبة الصالحين من غير ان يفارقهم لكلامه تعالى ( واعتصموا بحبل االله جميعا ولا تفرقوا )
وحكي ) أن رجلا جاء ابن سيرين فقال شاهدت كأني في مركب سمراء لم يبق منها سوى الحبال أفاد
أنت رجل لم يبق من دينك سوى الاخلاص وحبال الباخرة أصحاب الدين.