تفسير رؤية ومشاهدة الجبل في المنام لإبن سيرين

الجبل  ملك أو سلطان قاسي الفؤاد قاهر أو رجل عارم على مقدار المنطقة الجبلية وعظمه وطوله وقصره
وعلوه ويثبت أن العالم والناسك ويشير إلى المراتب العالية والمقار الشريفة والمراكب الحسنة
واالله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنهم يمسكون مالا
تمسكه المناطق الجبلية الراسية وربما دل على الغابات والمطالب لأن الطالع اليه لا يرتفع سوى بجاهه.

تفسير رؤية ومشاهدة الجبل في المنام لإبن سيرين

فمن رأى ذاته فوق منطقة جبلية أو مستندا اليه أو جالسا في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمى
به إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك فكيف به لو كان عليه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو
كان يرمي عن قوس بيده فإنه يطول صيته في الناس على كمية امتداد صوته وتنفذ كتبه وأوامره إلى
الموضع الذي بلغت اليه سهامه وان كان من رأى ذاته فوق منه خائفا في اليقظة أمن وان كان في
فلك نالته في بحره عنف وعقبة يرسى من اجلها وقد كان ازدياده فوق منه عصمة لكلامه
تعالى ( سآوي إلى الجبل يعصمني من الماء ).

رؤية الهروب إلى الجبل في المنام

أفاد ابن سيرين الجبل حينئذ عصمة بل يشاهد في الرؤيا كأنه ولى دبره من فلك إلى منطقة جبلية فإنه يعطب
ويهلك لقصة ابن نوح وقد يدل ذاك لمن لم يكن في يقظته في مركب ولا بحر على مفارقة منظور
الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة فكيف لو أنه بصحبته وحش الجبال وسباعها أو كانت الفلك التي
هرب منها إلى المنطقة الجبلية فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل وأما زيادة الجبال فإنه حاجة يطلبه
وكلف يرومه فليسأل عما قد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم أو النهوض
اليهما في عوز أو سفر عن طريق البر وأمثال هذا.

رؤية الصعود للجبل في المنام

فلو كان زيادته إياه مثلما يرتقي الجبال بدرج أو سبيل أمن يسير له كل ما أمله وخف أعلاه كل ما حاوله
وان نالته فيه صرامة أو إرتفع اليه بدون درج ولا أمان ولا مبرر إكتسبه رهبة وقد كان طلب منه غررا كله فإن خلص
الى بالأعلى نجا من عقب هذا وان هب من نومه دون الوصول أو سقط في الرؤيا هلك في مطلوبه
وحيل بينه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وحالَما ينخفض به من التلاف والاصابة من الضرر
والآفة والحزن على حجم ما انكسرت من أعضائه.

رؤية السقوط أو النزول من الجبل في المنام

وأما الوقوع من فوق المنطقة الجبلية والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر فإنه
يشير إلى مفارقة من يدل ذاك الشيء الذي سقط عنه في التأويل فوق منه من سلطان أو عالم أو
قرين أو قرينة أو عبد أو ملك أو عمل حال من الظروف يسأل الرائي عن أبرز ما هو أعلاه في يقظته
الأمر الذي يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ومداومته إياه فإن أشكلت اليقظة لكثرة ما فيها من
المتطلبات والظروف أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في الحلم على معدل دليله
في التأويل ويستدل على التمييز بين أمريه على كمية دليله وان علمه باستمكانه من الشئ الذي
كان عليه وقوته وضعفه واضرابه وبما أفضى اليه من سقوطه من جدب أو مثمر أو وعر أو سلس أو
صخر أو رمل أو أرض أو بحر وربما دل فوق منه في جسده حين سقوطه.

ويشير إلى الوقوع في الذنوب والفتن والردى لو أنه سقوطه بينما يثبت أن ذاك مثل ان يسقط
إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة وقد يدل هذا على ترك المعاصي
والاقلاع عن البدع لو كان فراره عن مثل ذاك أو كان سقوطه بمسجد أو روضة أو إلى نبي أو إنتهاج
مصحف أو إلى دعاء في جماعة
وأما ما آب إلى الجبل من وقوع أو هدم أو احتراق فإنه دال على هلاك من دل المنطقة الجبلية أعلاه أو دماره
أو قتله لكن يرتقي في الرياح على رؤوس الخلق فإنه رهاب حاد يتواصل على الناس من جهة الملك
لأن بني إسرائيل أعلى الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من االله لهم وتهديدا على العصيان.

رؤية بسط وتمهيد الجبال في المنام

وأما تمهيد المناطق الجبلية فدليل على قيامة يوم الدين إما موقعة تتحرك فيه الملوك بعضها على عدد محدود

من أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وبلاء يلقى حتفه فيها العامة وقد يدل هذا على مصرع
وطاعون لأنها من إشارات القيامة وأما عودة الجبل زبدا أو رمادا أو ترابا فلا خير فيه لمن دل المنطقة الجبلية
له لا في وجوده في الدنيا ولا في دينه فإذا كان المضاف إليه ممن عز عقب ذلته وآمن في أعقاب كفره واتقى االله
في أعقاب طغيانه رجع إلى ما كان فوقه وآب إلى أولى حالتيه لأن االله هلم خلق الجبال في حين زعموا من
زبد الماء والزبد باطل مثلما عبر به إيتي في كتابه والمنطقة الجبلية الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنه ملك
ذو دين وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ لأنه كالميت لا يسبح االله تعالى ولا
يقدسه.

رؤية الجبال قوية شامخة في المنام

والمنطقة الجبلية الصامدة غير المهدومة فهو حياة وهو خير من الساقط والساقط الذي أصبح صخورا فهو
ميت لانه لا يذكر االله ولا يسبحه ومن ارتقى على منطقة جبلية وشرب من مائه وقد كان أهلا للولاية إكتسبها من
رجل ملك قاسي الفؤاد نفاع ومالا بمقدار ماشرب وان كان تاجرا زاد طالبه وكسب وسهولة إرتفاعه فيه
سهولة الافادة للولاية من غير جهد والعقبة إجراء عقابي وتماسك فإن انخفض منه نجا وان زادَ فوقه فإنه
زيادة وسلطنة مع عبء والصخور التي بخصوص المنطقة الجبلية والأشجار قواد ذاك الموضع وكل تزايد رفعة وكل
انخفاض ضعة وكل طلوع يشير إلى هم فنزوله فرج وكل تزايد يشير إلى ولاية فنزوله عزل.

رؤية حمل الجبال في المنام

وان رأى أنه حمل جبلا فثقل فوقه فإنه يحمل مؤنة رجل هائل أو صاحب تجارة يثقل فوق منه فإن خف خف
فوق منه فإن رأى أنه دخل في كهف منطقة جبلية فإنه يكتسب رشدا في دينه وأموره ويتولى وجّه السلطان
ويتمكن فإن دخل كهف منطقة جبلية في غار فإنه يمكر بملك أو رجل منيع فإن استقبله منطقة جبلية استقبله هم
وسفر أو رجل منيع أو وجّه عصيب أو امرأة عصيبة قاسية فإن رأى أنه إرتفع المنطقة الجبلية فإن المنطقة الجبلية قصد
مطلبه يبلغها بمقدار ما إرتفع حتى يستقيم أعلاه فإن رأى أنه يتناول الصخر فإنه يائس من رجاء يرجوه
فإن أكله مع الخبز فإنه يداري ويحتمل جراء مورد رزقه صعوبة.

رؤية رجم  ورمي الناس بالحجارة في المنام

فإن رأى أنه يحذف الناس بالقرميد فإنه يلوط لأن الحذف من أعمال أناس لوط وكل ارتفاع يشهده الإنسان
على عقبة أو تل أو سطح أو غير ذاك فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الاحتياج التي يرغب فيها والصعود
مستويا مشقة ولا خير فيه فإن رأى أنه انخفض من تل أو قصر أو منطقة جبلية فإن المسألة الذي يطلبه ينتفض ولا ينهي
ومن رأى أنه يهدم جبلا فإنه يتوفى رجلا

ومن رأى أنه يهم بازدياد منطقة جبلية أو يزاوله كان هذا المنطقة الجبلية حينئذ غرض يسمو إليها فإن هو علاه نال
أمله فإن سقط عنه يدنو شأنه والصعود المحمود على المنطقة الجبلية أن يعرج في ذاك مثلما يفعل صاعد
المنطقة الجبلية وكل الصعود محمود لكن يكون مستويا لكلامه تعالى ( سأرهقه صعودا ) والتراب يبرهن أن
الناس لأنهم خلقوا منه وربما دل على الأنعام والدواب ويشير إلى الدنيا وأموالها لأنه من الأرض وبه
قوام معاش الخلق والعرب تقول أترب الرجل إذا استغنى وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأنه
فراش الموتى والعرب تقول ترب الرجل إذا افتقر صرح تعالى ( أو مسكينا ذا متربة ) .

رؤية النبش وحفر الأرض المنبسطة في المنام

فمن نبش أرضا واستخرج ترابها فإذا كان مريضا أو يملك سقيم فإن هذا قبره وان كان مسافرا كان
حفره سفره وترابه كسبه وماله فائدته لأن اللطم في الأرض سفر لتصريحه تعالى ( وآخرون يضربون في الأرض )
وان كان طالبا للنكاح كانت الأرض قرينة والحفر افتضاضا والمعول الذكر والتراب ثروة امراة أو دم
عذرتها وان كان صيادا فحفره قتله للصيد وترابه وكسبه وما يستفيده وإلا كان حفره مطلوبا يطلبه
في سعيه ومكسبه مكرا أو خدعة ومنبع النقب ما ينبش للسباع من الربى لتسقط فيها فلزم النبش
المكر بهدف ذاك.

وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو تمعك به في الأرض فلو كان غنيا ذهب ممتلكاته ونالته
ذلة وحاجة وان كان فوق منه دين أو يملك وديعة رد هذا إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وان
كان مريضا نقصت يده من انتصارات الدنيا وتعرى من ممتلكاته ولحق بالتراب واعتداء الأرض بالتراب دالة على
المضاربة بالمكاسبة ولطمها بسير أو عصا يشير إلى سفر بخير وصرح بعضهم السَّير في التراب التماس
ثروة فإن جمعه أو أكله فإنه يجمع مالا ويجري على يديه ملكية وان كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فإن حمل
شيئا من التراب أصابه فائدة بمقدار ما حمل فإن كنس منزله وجمع منه ترابا فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته
مالا فإن جمعه من حانوته جمع مالا من مورد رزقه