ظاهرة الديجافو: لماذا نشعر أننا رأينا الموقف من قبل؟
هل سبق لك أن مررت بموقف معين وشعرت أنك عشته من قبل؟ هذا الإحساس الغريب يُعرف باسم الديجافو (Déjà vu)، وهي كلمة فرنسية تعني “شوهد من قبل”. تعد هذه الظاهرة واحدة من أكثر الألغاز المحيرة في علم النفس وعلم الأعصاب، حيث تجعلنا نتساءل: هل عشنا هذا المشهد سابقًا؟ أم أن عقولنا تخدعنا؟
في هذا المقال، سنستكشف ما هو الديجافو، أسبابه العلمية، التفسيرات المحتملة، والعلاقة بينه وبين الأحلام
والذاكرة.
ظاهرة الديجافو
ما هو الديجافو؟
الديجافو هو إحساس غريب يشعر به الإنسان عندما يمر بموقف معين ويعتقد أنه قد عاشه سابقًا، على الرغم من أنه يعلم أن ذلك مستحيل منطقيًا. يمكن أن يحدث في أي وقت ولأي شخص، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا.
أنواع الديجافو
🔹 Déjà vécu (شوهد من قبل بالكامل): الشعور بأنك مررت بنفس الموقف من قبل بجميع تفاصيله.
🔹 Déjà senti (أُحس به من قبل): الإحساس أنك فكرت في نفس الشيء من قبل دون تذكر متى.
🔹 Déjà visité (زرت هذا المكان من قبل): الإحساس بأنك زرت مكانًا لم تزره سابقًا، ولكنك تعرفه جيدًا.
الأسباب العلمية للديجافو
1. خلل في عمل الدماغ
يعتقد العلماء أن الديجافو ناتج عن خلل في عمل الفص الصدغي في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة والإدراك. عندما يتعرض الدماغ لمحفز معين، قد يرسل إشارات خاطئة إلى العقل، مما يجعله يعتقد أن الموقف مألوف رغم أنه جديد تمامًا.
2. تشابه المواقف
في بعض الأحيان، قد يكون الشعور بالديجافو ناتجًا عن تشابه الموقف الحالي مع موقف سابق مررت به، لكنك لا تتذكره بوضوح. على سبيل المثال، إذا زرت مكانًا جديدًا ولكنه يشبه مكانًا زرته منذ سنوات، فقد تشعر أنك كنت هناك من قبل.
3. سرعة معالجة المعلومات
هناك نظرية تشير إلى أن الديجافو يحدث عندما يقوم الدماغ بمعالجة المعلومات بسرعة كبيرة، بحيث يشعر الشخص أنه قد مر بالموقف سابقًا، لكنه في الحقيقة يمر به لأول مرة.
4. الذاكرة الزائفة (False Memory)
قد يكون الديجافو نتيجة لخلط الذكريات، حيث يقوم الدماغ بإعادة بناء ذكريات قديمة ودمجها مع الموقف الحالي، مما يجعلك تشعر أنك عشت اللحظة سابقًا.
ظاهرة الديجافو

العلاقة بين الديجافو والأحلام
يعتقد بعض الباحثين أن الديجافو قد يكون مرتبطًا بالأحلام، حيث يرى الشخص مشاهد أو مواقف مشابهة أثناء النوم، وعندما يواجهها في الواقع، يشعر أنه قد عاشها من قبل.
بعض النظريات تشير إلى أن العقل الباطن يخزن بعض المشاهد أثناء النوم، وعند حدوث موقف مشابه في اليقظة، يتم استرجاعه دون وعي، مما يخلق شعور الديجافو.
هل للديجافو علاقة بالعوالم المتوازية؟
في بعض الفرضيات غير العلمية، يعتقد البعض أن الديجافو قد يكون دليلًا على وجود أكوان متوازية، حيث يعيش الشخص حياة أخرى في بُعد مختلف، وعندما يتقاطع هذا البُعد مع واقعنا، نشعر بالديجافو. رغم أن هذه النظرية تبدو مثيرة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي يدعمها حتى الآن.
هل الديجافو علامة على مشكلة صحية؟
في معظم الحالات، الديجافو ليس حالة مرضية، ولكنه قد يكون مرتبطًا ببعض الاضطرابات العصبية مثل الصرع الفص الصدغي. الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الصرع قد يشعرون بنوبات متكررة من الديجافو قبل حدوث النوبة.
إذا كنت تعاني من الديجافو المتكرر مع أعراض أخرى مثل فقدان الذاكرة أو الصداع الشديد، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص.
الديجافو هو إحدى الظواهر المثيرة التي لم يتمكن العلماء من تفسيرها بشكل قاطع حتى الآن. سواء كان سببه خللًا في الدماغ، أو تشابه المواقف، أو مجرد وهم نفسي، فإن الشعور به يظل غامضًا ومثيرًا.
هل سبق لك أن شعرت بالديجافو؟ شاركنا تجربتك في التعليقات! 🌀🧠
إرسال تعليقك عن طريق :