منذ آلاف السنين، حيّرت البشرية أساطير **الحضارات المفقودة** التي لا تزال أسرارها غامضة حتى اليوم. فكما نسمع عن **أطلانتس**، هناك حضارة أخرى تُعرف باسم **ليموريا**، يُقال إنها قارة عظيمة غمرتها المحيطات، لكنها تركت وراءها آثارًا خفية في بعض بقاع الأرض.
وأحد أبرز هذه المواقع هو **جبل شاستا** في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الذي يُعتقد أنه يحتوي على أسرار وطاقات غامضة مرتبطة بليموريا. فما هي قصة هذه الحضارة؟ ولماذا ارتبط جبل شاستا تحديدًا بأسطورة القارة المفقودة؟
تذكر بعض المرويات الباطنية والروحانية أن حضارة ليموريا كان لها حاكم أو قائد روحي عظيم يُدعى **”آداميس” (Adama أو Adamis)**، وهو اسم يقترب كثيرًا من اسم **سيدنا آدم عليه السلام**، أول البشر في الأديان السماوية.
يرى البعض أن هذا التشابه ليس صدفة، بل انعكاس لفكرة أن سكان ليموريا كانوا يعتبرون أنفسهم من نسلٍ أولي أو جماعة بدائية مرتبطة بأصل الإنسان.
وفي بعض النصوص الحديثة المرتبطة بالروحانيات، يُقال إن “آداميس” كان كاهنًا أو قائدًا حكيمًا قاد شعب ليموريا نحو المعرفة الروحية العميقة، وأنه ما زال حيًا في “مدينة تيلوس” المخبأة تحت جبل شاستا، يوجه الناس عبر رسائل طاقية وروحية.
ورغم أن هذه المرويات لا تستند إلى دليل تاريخي أو ديني، إلا أن التشابه بين اسم “آداميس” واسم **آدم** جعل الكثيرين يربطون أسطورة ليموريا بقصة الخلق الأولى، ليضيف مزيدًا من الغموض والإثارة حول هذه الحضارة المفقودة.
تشير بعض الأساطير إلى أن **ليموريا** كانت قارة ضخمة تقع في المحيط الهادئ أو الهندي، تضم حضارة متقدمة روحيًا وعلميًا قبل آلاف السنين.
* يُقال إن سكان ليموريا كانوا مخلوقات مسالمة وذات وعي روحي عالٍ، يعيشون في انسجام مع الطبيعة.
* هناك من يربطهم بالكائنات المتطورة التي عاشت قبل ظهور الإنسان الحالي، وأنهم امتلكوا قدرات مثل **التخاطر** والتحكم في الطاقة.
* مثل أطلانتس، انتهت ليموريا بكارثة طبيعية هائلة، ربما زلزال أو فيضان، لتغرق القارة وتختفي تحت سطح البحر.
ورغم غياب الأدلة العلمية القاطعة، لا يزال ذكر ليموريا حاضرًا في العديد من النصوص الروحانية والدينية الشرقية مثل الأساطير الهندية والتبتية.
يقع **جبل شاستا** في شمال كاليفورنيا، ويُعد من أكثر الجبال التي تحيط بها الأساطير في أمريكا والعالم.
* يُقال إن الجبل يخفي **مدينة تحت الأرض تُعرف باسم “تيلوس”**، يسكنها أحفاد حضارة ليموريا الذين نجوا من الغرق.
* الكثير من زوار المنطقة يروون تجارب غامضة مثل رؤية أضواء غريبة، وسماع أصوات روحية، والشعور بطاقة غير عادية تخرج من الجبل.
* بعض الباحثين في علوم الطاقة يصفون الجبل بأنه **مركز للطاقة الكونية**، وأنه بمثابة “شاكرا أرضية” تربط بين أبعاد مختلفة.
على مر العقود، تعددت القصص حول جبل شاستا وحضارة ليموريا:
1. **قصص اختفاء**: هناك تقارير عن أشخاص فقدوا في المنطقة دون تفسير.
2. **رؤى روحانية**: بعض الزوار يؤكدون أنهم رأوا كائنات طويلة القامة بملامح غريبة تشبه أوصاف الليموريين.
3. **اليوفو (UFOs)**: العديد من شهود العيان تحدثوا عن ظهور أجسام طائرة مجهولة فوق الجبل.
4. **الطاقة العلاجية**: يؤمن البعض أن مياه الجداول المحيطة بالجبل تمتلك خصائص علاجية استثنائية.
من منظور علمي، لا توجد أدلة مؤكدة تثبت وجود ليموريا كقارة حقيقية. الفرضيات الجيولوجية التي تحدثت عن “قارة غارقة” تم تفنيدها لاحقًا بفضل نظرية الصفائح التكتونية. ومع ذلك، يظل موضوع ليموريا حاضرًا في:
* الدراسات الباطنية.
* كتب الفلسفة الروحية.
* الحركات الروحانية الجديدة (New Age).
هذا المزج بين التاريخ والعلم والأسطورة جعل جبل شاستا مركزًا عالميًا للباحثين عن الروحانية والطاقة، ووجهة لمحبي المغامرة والخيال.
اليوم، أصبح الجبل وجهة سياحية شهيرة:
* يجذب **المتصوفة والروحانيين** الذين يأتون للتأمل والشعور بالطاقة.
* يقصده **المغامرون** لاستكشاف الكهوف والممرات الجبلية.
* تُنظم فيه **مهرجانات وطقوس روحية** مرتبطة بالطاقة الكونية.
وهكذا تحول جبل شاستا من مجرد جبل بركاني إلى رمز عالمي للغموض والطاقة الروحانية.
سواء كانت حضارة **ليموريا** حقيقة تاريخية أم مجرد أسطورة، فإنها تظل رمزًا للبحث عن الكمال الروحي والحكمة المفقودة. أما **جبل شاستا**، فيبقى شاهدًا على قوة الأسطورة في تشكيل وعينا، ويدعونا للتساؤل:
هل هناك حقائق لم تُكشف بعد عن حضارات سبقتنا؟ وهل يمكن أن تكون أسرار ليموريا مخبأة بالفعل في أعماق هذا الجبل الغامض؟
الجواب قد يظل غامضًا، لكن المؤكد أن ليموريا وجبل شاستا سيبقيان مصدر إلهام لعشاق الغموض والخيال لعقود طويلة قادمة.
الطاقة الكونية في جبل شاستا
02
03
04
05
06
07
08
09
إرسال تعليقك عن طريق :