لطالما سحر حلم تحويل الرصاص إلى ذهب عقول البشر منذ آلاف السنين، من الخيميائيين في العصور الوسطى حتى علماء العصر الحديث.
ما كان يُعتبر ضربًا من المستحيل أصبح الآن موضع تجربة فعلية في كبرى مراكز البحث العلمي، وخاصة في مصادم الهادرونات الكبير (LHC) التابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “CERN”.
فهل نجح العلم في تحقيق المعجزة؟ وما هو الثمن الحقيقي وراء هذا الإنجاز؟
تحويل الرصاص إلى ذهب يعني تغيير التركيب الذري لعنصر الرصاص (العدد الذري 82) إلى التركيب الذري للذهب (العدد الذري 79).
يتم ذلك عبر نزع ثلاث بروتونات من نواة ذرة الرصاص، وهي عملية تتطلب طاقة هائلة ومعرفة دقيقة بالبنية النووية.
في الماضي، كان يُنظر إلى هذه العملية على أنها خرافة كيميائية.
ولكن بفضل الفيزياء النووية الحديثة، أصبحت هذه الفكرة ممكنة نظريًا، وقيد التطبيق العملي بشكل محدود جدًا.
في عام 2025، أعلنت تقارير بحثية من CERN عن نتائج مثيرة من تجارب تصادم الأيونات الثقيلة.
وبحسب الباحثين، فإن ظروفًا نووية فائقة الدقة تمكّنت من خلق نوى ذرية لعنصر الذهب نتيجة لتصادم نوى رصاص بسرعة تقارب سرعة الضوء.
معلومة علمية: أثناء هذه التصادمات، يمكن أن تنشأ ظروف تشبه ما يحدث في انفجار النجوم، مما يسمح بتكوّن عناصر ثقيلة كالذهب من عناصر أخرى.
لكن رغم النجاح النظري، لا تزال الكمية الناتجة من الذهب ضئيلة جدًا، أقل من ذرة واحدة في كل مرة، ولا يمكن اعتبار العملية عملية أو مربحة حتى الآن.
هذا التطور يظهر بوضوح التحول من الخيال العلمي إلى التجريب النووي الواقعي.
رغم النجاح النظري، فإن الإجابة القصيرة هي: لا حاليًا.
والأسباب تتضمن:
بعض العلماء عبّروا عن مخاوف أخلاقية من تكرار مفهوم “الخيمياء” بأساليب علمية حديثة، ما قد يفتح الباب أمام استخدامات خطيرة لهذه التكنولوجيا، خاصة في مجال الأسلحة النووية أو التلاعب بالعناصر المشعة.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه الأبحاث قد تفتح آفاقًا جديدة لفهم نشأة العناصر في الكون، وربما تساعد في تصميم مواد جديدة عالية الكفاءة.
تحويل الرصاص إلى ذهب لم يعد مجرد حلم خيالي، بل أصبح جزءًا من تجارب علمية جريئة في عمق مختبرات العالم.
ومع أن التقنية لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج أو الاستفادة العملية، فإن مجرد تحقيقها على المستوى الذري يعد إنجازًا علميًا مذهلًا.
وبينما يستمر العلماء في سبر أغوار الذرة والمادة، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل سيكون الذهب في المستقبل من صنع الإنسان.
02
03
04
05
06
07
08
09
إرسال تعليقك عن طريق :