🌋
اثيوبيا والبركان حدث جيولوجي استثنائي
في 23 نوفمبر 2025، شهدت إثيوبيا — وتحديدًا إقليم “عفر” في شمال شرق البلاد — انفجارًا مفاجئًا وسديدًا لHayli Gubbi، وهو بركان كان خامدًا منذ حوالي 12 ألف عام.
هذا الانفجار ليس مجرد كارثة محلية — بل حدث ذو تأثير امتدّ على نطاق واسع، وصل إلى دول مجاورة، وأثار تساؤلات حول المخاطر البيئية، الجوية، والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اثيوبيا والبركان حدث جيولوجي استثنائي
ما الذي حدث بالضبط؟ التفاصيل الفنية للانفجار
البركان أطلق عمود رماد وحمم كبير ارتفع إلى ما بين 10 و15 كيلومترًا في طبقات الجو العليا.
الدخان والرماد لم يبقيا محليين — الرياح حملت الغيوم البركانية عبر البحر الأحمر نحو دول مثل اليمن، عُمان، وبعض المناطق في شبه القارة الهندية.
داخل إثيوبيا، السكان البيضريون — رعاة ومزارعون في المناطق القريبة — وجدوا أنفسهم أمام واقع مأساوي: الغبار رمادي كثيف غطّى القرى والمراعي، والرؤية انخفضت، والأسواق توقفت مؤقتًا.
حتى السياح — زوار منطقة “داناكيل” الصحراوية القريبة — علِقوا بسبب الرماد وتعليق الرحلات، والأجواء باتت غير مناسبة للتنقّل.
كل هذه العوامل تجعل الانفجار — ليس مجرد خبر محلي — لكنه حدث طبيعي له تداعيات عابرة للحدود.
🌍 الأضرار والتبعات على الدول المجاورة
✈️ اضطراب النقل الجوي
سحب الرماد البركاني وصلت إلى أجواء دول مثل اليمن، عُمان، الهند، وباكستان بحسب المراكز الجويّة.
نتيجة لذلك ألغت عدة شركات طيران رحلات مؤقتًا كإجراء وقائي؛ من بينها بعض شركات هندية — مما أثّر على سفر الركاب والتجارة الجوية.
هذا التوقف الجزئي في خطوط الطيران ألقى بظلاله على الحركة التجارية الدولية، وعلى تنقّل الركاب بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
اثيوبيا والبركان حدث جيولوجي استثنائي
🌫️ تلوث الهواء ومخاطر صحية
الرماد البركاني يحتوي على جزيئات دقيقة يمكن أن تضر الجهاز التنفّي — تثير مشاكل في الرئة، العين، والحساسية، خصوصًا للأطفال وكبار السن والمرضى.
في المناطق المتأثرة (خصوصًا اليمن وسواحل جنوب الجزيرة العربية) لوحظ تغيّر في لون السماء وتدنٍ في مستوى الرؤية، ما يسبب قلقًا بيئيًا وصحيًا واسعًا.
🐑 تأثير على الزراعة والرعي والاقتصاد المحلي
في إثيوبيا: الرعاة والمزارعون يعانون من تغطية المراعي بالرماد، ما يعني نقصًا في الغذاء للحيوانات — وهذا يهدد معيشتهم.
قد تنخفض إنتاجية اللحوم والألبان، ويتضرر الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق الريفية المعتمدة على الثروة الحيوانية.
أيضًا، توقف السياحة في مناطق مثل “داناكيل” أثر على دخل السكان المحليين الذين يعتمدون على الزوار.
🌐 تداعيات بيئية وجوية عبر الحدود
الرماد والغازات البركانية انتشرت عبر البحر الأحمر إلى شبه الجزيرة العربية، مما يطرح تساؤلات عن التأثير على المناخ المحلي، جودة الهواء، وربما حتى نوعية الأمطار وترسبات الغبار في المنطقة.
الدول المجاورة قد تحتاج إلى مراقبة دقيقة لجودة الهواء، وتحذير السكان — خاصة أولئك المعرضين لحساسية الجهاز التنفّسي.
🧠 لماذا انفجر هذا البركان بعد آلاف السنين؟ — تفسير علمي
بحسب خبراء جيولوجيا ومناخ، الانفجار جاء نتيجة نشاط في الصدع الإفريقي — حركة الصفائح التكتونية العربية والأفريقية جعلت القشرة الأرضية تهتز مع زلازل، ما تسبب في خروج الصهارة.
البركان — رغم خامده آلاف السنين — ظل يحتفظ بصهارة دافئة تحت الأرض. مع التوتر الجيولوجي الأخير، انفتحت الفوهة مجددًا، مفسّرة الثوران المفاجئ.
هذا يُظهر أن “سكون” آلاف السنين لا يعني أن البركان “ميت” — بل ربما فقط “نائم” بانتظار محفّزات بيئية أو تكتونية.
اثيوبيا والبركان حدث جيولوجي استثنائي
⚠️ هل مصر مهددة؟ وما مدى التأثر في شمال إفريقيا؟
بحسب خبير مناخ مصري، التأثير على مصر غير متوقع بشكل مباشر. الرياح حملت الرماد إلى اليمن، عُمان، أجزاء من شبه القارة الهندية، بينما كانت مصر خارج نطاق الانبعاثات.
لكن هذا لا يعني أن المنطقة بأكملها بمنأى: من المهم متابعة الرياح، الغبار، ونوعية الهواء — لأن التغيرات الجوية قد تنقل غبارًا لمسافات طويلة في حالات نادرة.
📰 لماذا هذا الحدث مهم — وليس مجرد “خبر عابر”
أولًا: لأنّ البركان ظُلم “ميتًا” منذ 12 ألف سنة — وهذا يغيّر تصورنا عن استقرار البراكين في منطقة الصدع الإفريقي.
ثانيًا: لأن تداعياته تجاوزت حدود إثيوبيا — شملت تأثيرات على السفر العالمي، النقل الجوي، دول الشرق الأوسط، وشبه القارة الهندية.
ثالثًا: لأنه يذكّرنا بمدى هشاشة التوازن بين الطبيعة والبشر — حتى مناطق نائية يمكن أن تؤثر على حياة ملايين.
رابعًا: من الناحية العلمية: يعطي فرصة لدراسة جيولوجيا المنطقة، حركة الصهارة، والربط بين الزلازل والنشاط البركاني.
اثيوبيا والبركان حدث جيولوجي استثنائي
✍️ خلاصة … وما يجب أن ننتبه له
انفجار Hayli Gubbi ليس مجرد “حادث إثيوبي” — إنه إنذار جيولوجي وبشري على حد سواء.
المجتمعات المحلية في إثيوبيا — رعاة وسكان قُرًى — في مهب أزمة بيئية واقتصادية تحتاج دعمًا عاجلًا.
الدول المجاورة — عبر البحر الأحمر — يجب أن تتابع جودة الهواء، وتتعامل بحذر مع التحذيرات الجوية، خاصة في مجال الطيران.
العلماء والجهات الدولية مطالَبة بمراقبة الصدع الإفريقي عن كثب وتطوير نظام إنذار مبكر للبراكين.
إرسال تعليقك عن طريق :