تسجيل الدخول

استمتع بمزايا موقعنا

تسجيل الدخول
اخبار عاجلة

 الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية: كنوز حضارة مفقودة تحت الماء

 الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية: كنوز حضارة مفقودة تحت الماء
اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة التصنيف العام
اضغط لتقييم الموضوع
[Total: 1 Average: 5]

 

 الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية:

كنوز حضارة مفقودة تحت الماء

مقدمة

تُعرف الإسكندرية بأنها مدينة البحر والمتوسط والحضارة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن مياهها الزرقاء تخفي بين أمواجها أسرارًا لا تقل روعة عن الأهرامات ومعابد الأقصر. فخليج أبو قير، الواقع شرق الإسكندرية، ليس مجرد موقع طبيعي، بل هو متحف مفتوح تحت الماء، يضم مدنًا مفقودة وسفنًا غارقة وآثارًا نادرة من عصور مختلفة. هذا المكان أصبح وجهة لعلماء الآثار والغواصين من جميع أنحاء العالم، لما يحويه من قصص مدن اندثرت وأسطول نابليون الغارق، إلى جانب مكتشفات حديثة مذهلة تُعيد رسم التاريخ من جديد.

 

مدن ضائعة تحت الماء: هيراكليون وكانوب

 

من أبرز الكنوز الغارقة في خليج أبو قير مدينتا **هيراكليون وكانوب**، اللتان كانتا من أهم المراكز التجارية والدينية قبل تأسيس الإسكندرية.

 

* **هيراكليون** (المعروفة أيضًا باسم “ثونيس”) كانت بمثابة البوابة الشرقية لمصر القديمة، حيث استقبلت السفن القادمة من البحر المتوسط، وتميزت بمعابد ضخمة أشهرها معبد الإله آمون، إضافة إلى تماثيل ضخمة لملوك مصر والفراعنة.

* **كانوب** بدورها اشتهرت بعبادة الإله سيرابيس، وكانت وجهة للشفاء والطقوس الدينية، كما ازدهرت كسوق تجاري ضخم.

 

لكن في القرن الرابع قبل الميلاد، ابتلعت المياه هذه المدن نتيجة زلازل وانهيارات أرضية مفاجئة، لتغرق تحت البحر وتبقى في طي النسيان لأكثر من ألفي عام، حتى أعيد اكتشافها في نهاية القرن العشرين.

 

اكتشاف المدن المفقودة

 

القصة تعود إلى عام 1933 عندما لاحظ طيار بريطاني وجود بقايا أثرية غارقة في مياه الخليج. هذا الاكتشاف دفع الأمير عمر طوسون لتمويل أول بعثات الغوص الأثري، لكن الاكتشاف الحقيقي جاء لاحقًا في تسعينيات القرن الماضي، حين قاد عالم الآثار الفرنسي **فرانك جوديو** بعثات متخصصة كشفت عن بقايا هيراكليون وكانوب.

وخلال عمليات التنقيب ظهرت تماثيل جرانيتية عملاقة، أعمدة حجرية، معابد غارقة، وتماثيل أبو الهول، إضافة إلى آلاف القطع الأثرية التي كانت شاهدة على عظمة هذه المدن.

 

اليوم، تُعرض العديد من هذه الآثار في متحف الإسكندرية البحري والمتحف المصري الكبير، بينما ما زال جزء كبير منها في قاع البحر بانتظار الكشف الكامل.

 الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية: كنوز حضارة مفقودة تحت الماء

حطام أسطول نابليون في خليج أبو قير

 

لا تتوقف أسرار الخليج عند حدود المدن الغارقة، بل تمتد لتشمل حطام أسطول نابليون بونابرت الذي غرق عام 1798 خلال معركة أبو قير البحرية الشهيرة أمام الأسطول البريطاني بقيادة الأدميرال نيلسون.

سفينة القيادة “أورينت” وغيرها من السفن الحربية الفرنسية استقرت في قاع البحر محملة بالمدافع والأسلحة والقطع المعدنية والعملات. وقد تمكن الغواص المصري كامل أبو السعادات في ستينيات القرن الماضي من تحديد مواقع العديد من السفن الغارقة، لتُنتشل لاحقًا بعض القطع المهمة وتُعرض في المتاحف.

اهم مواقع التراث الغارق في العالم

هذه البقايا البحرية ليست مجرد دليل على معركة عسكرية كبرى، بل هي أيضًا مصدر جذب لعشاق الغوص والتاريخ العسكري، مما يجعل خليج أبو قير واحدًا من أهم مواقع التراث الغارق في العالم.

 

اكتشافات حديثة تُبهر العالم

 

لم تتوقف الاكتشافات عند الماضي، ففي الأعوام الأخيرة شهد الخليج تنقيبات جديدة أسفرت عن العثور على قطع فريدة:

 

* تماثيل ضخمة من الجرانيت الأسود والرخام.

* تمثال أبو الهول منحوت من الكوارتز يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني.

* أوانٍ فخارية، وعملات معدنية، وأدوات بحرية.

* بقايا معابد ومباني متضررة تشير إلى أن الغرق كان بسبب زلازل مفاجئة.

 

هذه الاكتشافات جعلت خليج أبو قير محط أنظار الإعلام العالمي، حيث وصفت بعض الصحف الأجنبية المشهد بأنه “مدينة أطلانتس المصرية” الغارقة.

الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية: كنوز حضارة مفقودة تحت الماء

أهمية الآثار الغارقة في السياحة المصرية

 

تمثل الآثار الغارقة في خليج أبو قير فرصة ذهبية لمصر لتنمية **السياحة الأثرية والبحرية** في وقت واحد. فبينما يزور الملايين الأهرامات ووادي الملوك، يبحث عشاق المغامرة عن تجارب فريدة مثل الغوص بين الآثار الغارقة.

 

* يمكن أن يصبح الخليج موقعًا عالميًا لممارسة رياضة الغوص السياحي.

* إقامة متحف تحت الماء بجوار فنار الإسكندرية القديم فكرة مطروحة منذ سنوات، وستجعل المدينة وجهة عالمية لا مثيل لها.

* هذا النوع من السياحة سيجذب فئات جديدة من السائحين المهتمين بالآثار البحرية والتراث المغمور.

 

جهود الدولة للحفاظ على التراث الغارق

 

خلال السنوات الأخيرة، كثّفت الدولة جهودها لحماية هذه الكنوز. فقد وجّه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بعمل **حصر شامل للآثار الغارقة**، وإنشاء خرائط دقيقة لها. كما يعمل **قطاع الآثار الغارقة** التابع لوزارة السياحة والآثار على التنسيق مع بعثات أجنبية متخصصة لاستكمال عمليات التنقيب.

كذلك تطالب أصوات عديدة بإنشاء **متحف عالمي للتراث الغارق في الإسكندرية**، ليكون منصة للتعريف بتاريخ المدن المفقودة وحطام الأساطيل.

 

مستقبل خليج أبو قير: بين الحلم والواقع

 

إذا نجحت مصر في تحويل هذه المنطقة إلى مركز عالمي للسياحة الأثرية والبحرية، فإن خليج أبو قير سيصبح شبيهًا بـ”أطلانتس” الأسطورية، لكنه حقيقي على أرض مصر. فالمكان يضم مزيجًا نادرًا من:

 الآثار الغارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية: كنوز حضارة مفقودة تحت الماء

* تاريخ الفراعنة والبطالمة.

* بقايا العصر اليوناني والروماني.

* آثار العصور الإسلامية والحديثة.

* حطام الأساطيل الأوروبية.

 

هذا التنوع يجعل الخليج كتابًا تاريخيًا مفتوحًا تحت الماء، ينتظر فقط من يقرأه ويعيد روايته للأجيال القادمة.

 

خاتمة

 

الآثار الغارقة في خليج أبو قير ليست مجرد بقايا حجرية تحت الماء، بل هي قصة حضارة إنسانية عاشت وازدهرت ثم اختفت، لكنها عادت للظهور لتُخبرنا أن البحر يخفي أكثر مما يظهر. إن الاستثمار في هذه الكنوز وتحويلها إلى مصدر جذب سياحي عالمي لن يضيف فقط إلى الاقتصاد المصري، بل سيضع الإسكندرية في مكانتها التي تستحقها كعاصمة للثقافة والتاريخ والبحر.

 

فخليج أبو قير هو ببساطة **”ذاكرة الحضارة الغارقة”** التي يجب أن تُروى للعالم.

 

اقرأ لاحقا
اضافة للمفضلة
متابعة التصنيف العام

    إرسال تعليقك عن طريق :

      إبدأ بكتابة تعليقك الآن !

    تصميم و برمجة YourColor
    📢 أضف إعلانك المجاني