مصر تُطلق رحلات مجانية لإعادة اللاجئين السودانيين: مبادرة إنسانية تعكس التضامن الإقليمي
في خطوة إنسانية تعكس عمق العلاقات التاريخية والجغرافية بين مصر والسودان، أعلنت السلطات المصرية عن توفير رحلات مجانية لنقل اللاجئين السودانيين من القاهرة إلى أسوان، ومن ثم إلى حدود السودان.
تأتي هذه المبادرة في وقت يعاني فيه آلاف السودانيين من تداعيات الصراع المسلح المستمر منذ أكثر من عام.
مبادرة حكومية برؤية إنسانية
بدأت المبادرة بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية المصرية، حيث يتم تسيير قطارات مجانية من القاهرة إلى أسوان بشكل منتظم، تشمل محطات توقف رئيسية لتمكين أكبر عدد ممكن من اللاجئين من الوصول إلى الجنوب.
وعند وصولهم إلى أسوان، يتم نقلهم بواسطة حافلات وفيري (عبّارات نهرية) إلى منطقة أبو سمبل ومنها إلى الحدود السودانية، حيث تتولى السلطات السودانية مهمة استقبالهم.
استجابة للأزمة المتفاقمة في السودان
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نزح مئات الآلاف من المواطنين السودانيين إلى دول الجوار، وكانت مصر واحدة من أبرز وجهات اللجوء.
ومع تزايد الضغوط على مراكز الإيواء والبنية التحتية، ظهرت الحاجة إلى دعم خيارات العودة الطوعية.
تقول مصادر رسمية إن الحملة تهدف إلى تخفيف الأعباء على اللاجئين وتمكينهم من العودة الكريمة والآمنة إلى وطنهم، خاصة بعد إعلان القوات المسلحة السودانية استعادة السيطرة على أجزاء من العاصمة الخرطوم ومحيطها.

دعم دولي ومجتمعي
لقيت المبادرة إشادة من منظمات إنسانية دولية مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي أكدت على أهمية توفير حلول مستدامة للاجئين تراعي كرامتهم وخياراتهم الفردية.
كما شاركت منظمات مجتمع مدني مصرية في دعم الرحلات من خلال تقديم الغذاء، المساعدة الطبية، وخدمات الترجمة للركّاب خلال رحلتهم الطويلة.
مصر تُطلق رحلات مجانية لإعادة اللاجئين السودانيين: مبادرة إنسانية تعكس التضامن الإقليمي
رسالة تضامن وامتداد لأواصر الأخوّة
تمثل هذه المبادرة رسالة واضحة مفادها أن الروابط بين الشعبين المصري والسوداني أعمق من الأزمات، وهي تجسيد عملي لمفهوم التضامن الإقليمي.
وبالرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، لم تتوانَ الدولة عن دعم جيرانها بما تستطيع، وهو موقف يعكس نهجًا طويل الأمد في السياسة المصرية تجاه القارة الأفريقية.
إرسال تعليقك عن طريق :