في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من أفلام الخيال العلمي، أعلن فريق من الباحثين مؤخرًا عن اختراع “الوشم الحيّ” (Living Tattoo)، وهو جهاز إلكتروني صغير يتم زراعته في الجلد على هيئة وشم، لكنه ليس مجرد زينة… إنه أداة طبية فريدة تراقب صحة الإنسان بشكل مباشر وعلى مدار الساعة!
الوشم الحيّ هو عبارة عن جهاز إلكتروني دقيق جدًا يُزرع تحت الطبقة السطحية للجلد، ويحتوي على مستشعرات متناهية الصغر تعمل بتقنيات النانو والذكاء الاصطناعي.
هذا الجهاز يقوم بقراءة مجموعة من الإشارات الحيوية من الجسم مثل:
والمذهل أنه يغير لونه وفقًا للتغيرات الصحية!
فإذا ارتفعت نسبة السكر مثلًا، يتحول لون الوشم من الأزرق إلى الأرجواني، مما يجعل المستخدم يلاحظ التغيير دون الحاجة لأي جهاز خارجي.
استلهم العلماء فكرة الوشم الحيّ من الأوشام التقليدية، ولكن بدلاً من استخدام الحبر، تم استخدام خلايا بيولوجية معدّلة وراثيًا ونقاط نانوية تعمل كمستشعرات.
الفكرة هي دمج الفن بالجسم والتكنولوجيا، لصنع وسيلة صحية ذكية لا تُشعر الإنسان بوجودها ولكنها تراقبه بصمت!
🔸 للمرضى المزمنين: مثل مرضى السكري أو القلب، يمكن للوشم أن يكون بمثابة إنذار مبكر لأي تغيّر خطير.
🔸 لرياضيي النخبة: يساعد على تتبع الأداء البدني ومؤشرات الإرهاق بشكل مباشر.
🔸 في حالات الطوارئ: يمكن للجهاز أن يرسل إشارات تلقائية للطبيب عند حدوث انهيار أو تغير مفاجئ في الوظائف الحيوية.
حتى الآن، لا يزال “الوشم الحيّ” في مرحلة التجارب السريرية، ولكن من المتوقع أن يتم طرحه للاستخدام الطبي المحدود في خلال عامين.
وقد أبدت شركات كبرى في مجال التكنولوجيا اهتمامًا كبيرًا بتمويل هذا المشروع الثوري.
لا يزال في مرحلة التجريبية الأولى، وليس متاحًا للاستخدام التجاري أو الطبي الجماعي بعد.
معظم المشاريع العلمية حتى الآن هي نماذج أولية (proof-of-concept)، لم تُطبق على البشر بعد، أو لم تُدرّج في الأجهزة الطبية.
الهدف المشترك: تطوير وسيلة مرافقة للجسم لا تُلاحَظ، تُراقب الصحة أو البيئة الخاصة بالفرد من خلال الجلد.
إن اختراع “الوشم الحيّ” ليس مجرد تطور في عالم الطب، بل هو قفزة نوعية في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.
من مجرد أجهزة نرتديها، إلى تقنيات تندمج في أجسامنا وتعمل بصمت… يبدو أن مستقبل الطب والصحة الشخصية بدأ الآن، وهو أكثر ذكاءً ودهشة مما تخيلنا!
02
03
04
05
06
07
08
09
إرسال تعليقك عن طريق :