حكاية سيدنا نوح،نوح يبني الفلك :الجزء 2
رفض قوم نوح دعوته وقضى ببناء فلك.
دام نوح في دعوة شعبه وانقسموا إلى مجموعتين. بلغت كلماته إلى قلوب الضعفاء والفقراء
والمضطهدين ، إلا أن الأثرياء والمؤثرين لم يثقوا في تلك المفردات ولم يسعهم إلا التفكير في التنازل
الممكن لسلطتهم ومنزلتهم. بدأت معركة كلامية بين نوح والكفار.
واتهموا نوح بأنه محض إنسان بسيط ، وأنه ليس شيئًا فريدًا.
حكاية سيدنا نوح،نوح يبني الفلك :الجزء 2
أقر نوح على تلك الملاحظة وتحدث إنه على أرض الواقع لم يكن زيادة عن إنسان ، لكنه كان يحمل إنذارًا جليًا.
وقد فسر نوح لشعبه المتمرد أنهم سيحصلون على المنافع إذا لجأوا إلى الله وطلبوا مغفرته.
ويباركهم بمطر زاخر ، وذرية وثروة. كان يهبهم حدائق سخية وأنهارًا متدفقة. بل الكفار رفضوا حواره ،
وشعروا بالأمان في غطرستهم وكبريائهم.
إزدياد الغضب
وأولئك الذين عارضوا نوح ودعوته بدأوا بالتفاوض برفقته.
وأخبروه أن هاتين المجموعتين المتميزتين ، البسيط والفقير والغني وذو البأس ، لا يمكن أن يتعايشا
في نفس الإيمان.
و بصرف النظر عن أنه كان يسيء إليه طول الوقت ويخيفه من قبل غير المؤمنين ، كان تجاوب نوح حكيم.
وفسر أنه لن يدير ظهره أبدًا للمؤمنين المتواضعين والضعفاء الذين استجابوا لدعوته.
وأخبرهم أن هؤلاء الناس هم ضيوف الله. ناشد نوح قومه. سعى التفكير بصحبتهم وجعلهم يشاهدون حقيقة وضعهم.
وبسبب عدم تقصي انتصارات شخصية وبقلب بسيط غير أنه شجاع ، دحض نوح حججهم.
وقد دامت الخلافات حتى نفد الكفار من الحوار.
لقد سخروا من نوح والمؤمنين ، بل نوح ظل في عرَض رسالته.
أخيرًا ، لم يتمكن من تحمله أكثر من هذا ، واتجه إلى الله بأصدقائه.
ولم ينهزم نوح صبره ، ولقد إستمر صبورًا ولطيفًا ولطيفًا لكنه فهم أن الكفار لن ينشروا سوى الفساد
والكفر في مختلف أنحاء البلاد.
و من الممكن أن يضللوا ويفسدوا المؤمنين وينقلوا إرث الكفر لأبنائهم، فدعى نوح إلى الله.
لهذا قبل الله توسلات نوح.
حكاية سيدنا نوح،نوح يبني الفلك :الجزء 2
الفلك
أمر الله نوحًا ببناء السفينة وعاقب غير المؤمنين بالطوفان
اختار نوح موقعًا خارج البلدة وبعيدًا عن البحر لإنشاء تلك السفينة.
و سخر الكفار وضحكوا معلّقين على موضع الزورق بعيدًا عن أي أصل للمياه.
ولم يكن عند غير المؤمنين أدرك لقوة الله وعظمته ، لذا لم يستطيعوا وعى علة قيام نوح ببناء
مركب على ذروة تل بعيد عن المحيط. وصفوه بالجنون وسخروا منه بصوت مرتفعٍ.
و بدأ الزورق يتشكل ، ووقتما اختتم ، انتظر نوح بصبر تعليمات الله.
ووقتما بدأ الماء يتدفق من الأرض ويسقط من السماء ، كلف الله نوحًا أن يدخل المركب مع عائلته ومع المؤمنين.
و مثلما قضى الله نوحًا أن يأخذ بصحبتهم زوجًا (ذكرًا وأنثى) من كل حيوان وطائر وحشرة.
وراقبه الكفار متشككين متسائلين عما يعتزم فعله بالحيوانات.
ولم ترافقه قرينة نوح ، لأنها لم تؤمن أبدًا بالرسالة التي بشر بها نوح ، ولا ابنه الأول الذي اختار الفرار إلى منطقة جبلية مرتفعةٍ.
وتتفاوت وجهات نظر علماء الإسلام بصدد بعدد الشخصيات في الباخرة ، إلا أن أعلى تقدير هو ثمانين.
وحينما دخل المؤمنون والحيوانات إلى الباخرة ، تدفقت المياه من كل شق في الأرض وسقط المطر من السماء
بأحجام لم يرها أحد.
وقيل. ساعة عقب ساعة ازداد منسوب المياه ، وغزت البحار والأنهار الأرض.
إرسال تعليقك عن طريق :