أنزل الله تعالى القرآن الكريم المعجزة، على رسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو نعمة خالدة لا يدركها إلا ذو حظ عظيم، وإنه أساس الحياة لمن أراد النعيم فيها، وحسن الجزاء والفوز بالجنة.
وإن القرآن عقيدة المسلم وشفاء للأبدان والأنفس، قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارة.
القرآن الكريم معجزة للعالم أجمع
وحدثنا الدرامي عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول: ستكون فتن، قلت: وما المخرج منها؟.
قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل.، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء،ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء.، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته. أن قالوا “إنا سمعنا قرآنا عجبا” هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.
وقد أنزل الله تعالى في كتابه العزيز ركائز الإسلام وأركانه، وأهم قضاياه التي يحتاجه المسلم من العقيدة، والشريعة والأخلاق والفضيلة.
القرآن الكريم المعجزة والعقيدة الإسلامية
- الإيمان بالله تعالى وعدم الشرك به قولا وفعلا والبراءة من كل معبود سواه.
- والإيمان بالملائكة الكرام البررة الذين يطيعون الله تعالى ولا يعصون له أمرا.
- الإيمان بالكتب السماوية كافة، بالصحف التي أنزلت على إبراهيم عليه السلاة، والتوارة على موسى عليه السلام، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى عليه السلام، والقرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- والإيمان بالأنبياء والرسل فلا تصح العقيدة دونه.
- الإيمان باليوم الأخر فبه يكون الحساب والجزاء.
- والإيمان بالقدر وبما كتبه الله تعالى علينا بحكمته وعظمته.
القرآن الكريم المعجزة وشريعته الإسلامية
قبل كل شيء إن الشريعة الإسلامية هى الأساس، والركيزة الضرورية التي فرضها الله تعالى في كتابة العزيز.
للسير على الطريق الصحيح ولتكون حجر أساس، في بناء كيان الإنسان والأسرة المسلمة.
ولذلك وضع ضوابط في حياة المؤمن تجعله أكثر إتزانا، بعيد عن الإسراف والتفريط في ما حلله الله تعالى، والإبتعاد عن المحرمات والنواهي وإعتزال المعاصي.
ومن أهم التشريعات الإسلامية، التى ذكرها القرآن الكريم المعجزة أركان الإسلام الخمس.
وهى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وأيضا إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا.
وبالإضافة إلى الأوامر والنواهي مثل العدل والإحسان، والبر بالوالدين وأداء الحقوق كاملة ورد الأمانات لأصحابها.
وكذلك الإبتعاد عن الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، وتحريم البغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
القرآن الكريم المعجزة وأسمائه
علاوة على ذلك قد إختلف العلماء على عدد أسماء القرآن، فمنهم من قال أن له مائة إسم وأخر ذكر تسعة وثمانين إسم.
ومن أهم وأشهر أسمائه هو القرآن، والتنزيل، والفرقان، والذكر والنور والمصحف.
وكان العرب لا يعلمون هذا الإسم، إلا بعد أن أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمعه في كتاب واحد.
وأيضا جدير بالذكر أن القرآن تنزل على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم مفرق وعلى فترات متقطعة.
والأهم في ذلك والهدف هو تثبيت قلبه أمام المشركين، وماكان يجده من مشقه في حمل الرسالة.
وأيضا لكى يواجه حجج المشركين الكاذبة وتشكيكهم للإسلام، ولتدريب الصحابة وتجهيزهم إلى تطبيق أوامر ونواهي القرآن تدريجيا وشيء بشيء.
وحث النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الصحابة على حفظ القرآن عن ظهر قلب.
وبالتالي كان يأمرهم بكتابته وتدوينه لحمايته من النسيان أو التغيير، وكانوا يستخدمون العظام والجلود والحجارة في كتابته.
وأمر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده بتشكيل لجنة، من كتبة الوحى أيام النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
وحتى يجمع القرآن ويجعله نسخة وقراءة واحدة، وهي قرآءة أهل مكة حيث نزل القرآن بسبع لهجات أو سبع أحرف.
وبعد ذلك إهتم الصحابة والقارئين للقرآن الكريم بعلومه، ومن أهمها التفسير ومعرفة المحكم والمتشابه والعلم بالناسخ والمنسوخ.
ومعرفة الفواصل والوقف وأسباب النزول وترتيبه، وقراءاته وتجويده وإعرابه ورسمه وغيرها من العلوم.
القرآن الكريم والإعجاز العلمي
وقد تم تسمية القرآن الكريم بالمعجزة، لأنه نزل في عصر كان العرب، وقتها أرباب الفصاحة والبلاغة والخطابة.
ولكن عجزوا عن الرد عليه حتى يومنا هذا مازال العلماء والعقل البشري يقف أمام إعجازة، وعظمته بكثير من الذهول.
ونتيجة لذلك أصيب البروفيسور الأمريكي بلمر بالذهول في مؤتمر الشباب الإسلامى الذي عقد سنة 1979.
وعندما سمع الأية الكريمة، قال تعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) سورة الأنبياء 3.
و حيث أكدت الدراسات العلمية أن الكون في بدايته، كان سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة.
وبالتالي تحولت هذه السحابة بالتدريج إلى ملايين من النجوم التي تملأ السماء .
وبذلك أكد البروفيسور أن في زمن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعدم إمتلاكه أساليب وأمكانيات متطورة، كالسفن الفضائية والتليسكوب والمراصد الفلكية.
وبالتالي يصعب التصديق أن إنسان يستطيع معرفة هذه المعلومات الغيبية إلا إذا كان هناك قوة فوق الطبيعة قد أرسلتها له.
ونتيجة لذلك أعلن العالم بلمر وقتها إسلامه وتوحيده لله تعالى،الصانع والناشئ للكون والقادر على كل شيء.
وفي الختام تستطيع تلخيص معجزة القرآن الكريم بأنها تتجاوز حدود الزمان والمكان، وقد أعطى الله تعالى البشرية حرية الإختيار إلى أى طريق تسلكه.
إرسال تعليقك عن طريق :