اخلاق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته والنساء
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان يجيد قراءة عواطف زوجاته دون أن تتطلب إلى الإفصاح
عن هذه العواطف،فيقول للسيدة عائشة رضى الله عنها: «أني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت
عني غاضبة،أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت عني غضبى قلت:
لا ورب إبراهيم» رواه مسلم
اخلاق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته والنساء
يقوم جدالٌ بين أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله سبحانه وتعالى عنها وبين المصطفى
عليه الصلاة والسلام لم تنقل لنا كتب السيرة مبرر الجدل وسبب الحوار الذى نشأ بينهم
و إلا أن نقلت لنا أن عائشة رضي الله سبحانه وتعالى عنها قد علا صوتُها صوتَ النبيِّ
عليه الصلاة والسلام وراجعته في عدد محدود من الأشياء، ووافقت تلك اللحظات مرور الصدِّيق رضي
الله عنه بباب ابنته عائشة، فأدرك سمعه صوت ابنته عاليًا على النبيِّ عليه الصلاة والسلام
فاستأذن الصدِّيق، ودخل منزل عائشة وقد امتلأ غيظًا، وهو يقول: “يا ابنة أمّ رومان.”؛ لم
ينسبها لنفسه من قوةَّة حنقه عليها. أفاد: “لا أراكِ ترفعين صوتكِ على رسول الله.”
وبعد ذلك
وإذا بعائشة التي كانت تناقش وتجادل النبيَّ عليه الصلاة والسلام تلوذ بالذي كانت تراجعه، وتحتمي
وراء ظهره، ورسولنا صلى الله عيه وسلم يحجب أبا بكرٍ من ابنته، ويهدئ غضبه، ويسكن
روحه، حتى خرج أبو بكر رضي الله سبحانه وتعالى عنه من لديهم مغضبًا، فالتفت أكرم الخَلْق، ومَنْ أَسَرَ
القلوب بعبادهُلُقه إلى عائشة وتحدث لها ممازِحًا ومخفِّفًا: يا عائشة، كيف شاهدتِني أنقذتُكِ من الرجل؟
فما كان من عائشة لكن استحيَتْ، وذهب ما كان من إعادة النظر فيها لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ويشاء الله أن يتخطىَّ الصدِّيق من منزل عائشة؛ فيسمع رنين الضحكات، فيستأذن عليهما ويقول:
“أدخِلاني في سِلْمِكما مثلما أدخلتُماني في حربكم”؛ أفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلنا.. قد فعلنا.
ولعله يشتدد عجبك وتزداد دهشتك إذا علمت أن خير الخَلْق عليه الصلاة والسلام كانت
تهجره إحدى زوجاته يومًا كاملاً فلا تكلِّمه!
قصة تثبت عظمة وحكمة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
يحكى لنا عمر بن الخطاب نبأ ذاك الهجران فيقول: “كنا معشر قريش نغلب السيدات، فلما قدمنا على الأنصار
إذا أناس تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب سيدات الأنصار”. صرح عمر: “فصخبت عليَّ امرأتي فراجعتني
، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إنَّ أزواج النبيِّ عليه الصلاة والسلام ليراجعنه، وإن
إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. ففزع عمر وصرح: لقد خاب مَنْ تصرف ذاك منهنَّ. ثم انطلق إلى ابنته حفصة أم
المؤمنين ليستثبَّت النبأ منها؛ أفاد: يا حفصة، أتُغاضِب إحداكنَّ رسول الله؟ تحدثت: نعم، صرح: وتهجره حتى الليل؟
تحدثت: نعم، أفاد لها: قد خبتِ وانهزمتِ، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب النبي صلى الله عليه وسلم فتهلكي”.
أما نبينا عليه الصلاة والسلام فما زاده ذلك الهجران سوى صبراًا، ولا تلك الإساءة سوى تحملًا؛ فسبحان مَنْ خلق الخُلُق
ثم أعطاه لنبيِّه عليه الصلاة والسلام.
وحكاية أخرى تبرز فيه تميز المصطفى عليه الصلاة والسلام في حل المشكلات العائلة
يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله يوما ما، فيجد أمَّ المؤمنين صفيَّة بنت حُيَيٍّ تبكي وتمسح الدموع من مآقيها
سألها عن دافع بكائها؛ فأخبرته أن حفصة بنت عمر جرحت عواطفها، وقالت لها: “أنت ابنة يهوديٍّ!”.
فقال لها النبيُّ عليه الصلاة والسلام بضع مفردات ضمَّدت جرحها وجبر خاطرها؛ أفاد:
((قولي لها: زوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى)) والتفت النبيُّ عليه الصلاة والسلام إلى حفصة وتحدث لها: ((اتَّقِ الله يا حفصة)).
وبالتالي عالج النبيُّ عليه الصلاة والسلام الأمرَ بكلماتٍ محصيات، رأب فيه الصدع، وهدَّأ النَّفْس، وذكَّر المخطئ.
صورٌ مختلفة من منزل النبوَّة عليه أفضل الصلاة والسلام
يجلس النبي صلى الله عيه وسلم في منزل عائشة، يتبادلان الحوار في بيئةٍّ هادية مفعمة بالمودة
فلم يفجأهم سوى طَرَقات الباب، وإذا هو خادم أمِّ المؤمنين زينب بنت جحش يحمل بين يديه أكلًا
صنعته زينب للنبيِّ عليه الصلاة والسلام فتحركت في قلب عائشة غيْرتها، واضطرب في كوامنها
ما تجده كلُّ امرأةٍ بفطرتها وغريزتها إزاء ضرَّتِها، فأخذت الصفحة من يد الخادم فضربتها بصخرٍ
فكسرتها نصفين، وتناثر القوت يمينًا وشمالاً!!
فماذا صنع نبيُّنا وقدوتنا صلى الله عله وسلم في مواجهة ذاك المنظر؟ هل اعتبر ذلك التصرُّف مسألةً تقلِّل
من هيبته وتخلخل قِوَامته؟ أم تشهده أسمع قرينته سلسلةً من مفردات العقوبة وعبارات التوبيخ؟
أم تشهده توعَّدها بالهجران؟
لم يقل وقتها شيئًا من ذاك، إنما تصرف مع ذلك الخطأ بالأسلوب الأَمْثَل الذي ليس أعلاه
دواء، راعى في المرأة نفسيَّتها وحافز خطئها.
جعل المصطفى عليه الصلاة والسلام يجمع بيده الكريمة الغذاء من هنا وهنا، وهو يقول:
((غارَتْ أمُّكم. غارَتْ أمُّكم.))، ثم وأضاف الغذاء في صفحة عائشة الصحيحة، وأهداها للخادم،
وأبقى الصفحة المكسورة لدى عائشة وبذلك اختتمت الإشكالية وعُولِج الخطأ بحكمةِّ وسكينة.
إرسال تعليقك عن طريق :